أكد مسؤولون أميركيون لشبكة "سي بي إس" أن الولايات المتحدة لن تشارك في العمليات الهجومية الإسرائيلية ضد إيران، على الرغم من تقارير تفيد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر توجيهات لمجلس الأمن القومي وغرفة العمليات بالبقاء في حالة استعداد دائم.
وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن مصادر مطلعة في الشرق الأوسط، أبلغت إدارة ترامب حلفاءها أن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريًا في الصراع الدائر إلا إذا استهدفت إيران المصالح الأميركية مباشرة.
أثار ترامب موجة جدل واسعة في الشرق الأوسط بعد منشور له على منصة "تروث سوشيال"، الاثنين، دعا فيه سكان طهران إلى إخلاء المدينة فورًا.
في المقابل، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض أليكس فايفر عبر منصة "إكس" أن القوات الأميركية ملتزمة بوضعية دفاعية، قائلاً: "سندافع عن المصالح الأميركية في المنطقة".
أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إرسال تعزيزات دفاعية إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو تعزيز الوضع الدفاعي وتأمين القوات الأميركية.
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، شدد هيغسيث على أن الرئيس ترامب لا يزال متمسكًا بالسعي للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مؤكدًا أن هذه الجهود تستمر بالتزامن مع التصعيد العسكري.
وقال هيغسيث: "نحن في وضع دفاعي يهدف إلى تقوية موقعنا في المفاوضات، ونسعى لتحقيق السلام والتوصل إلى اتفاق دائم".
وتشير هذه التصريحات إلى نهج مزدوج من إدارة ترامب يجمع بين تعزيز القدرات الدفاعية والبحث عن حل دبلوماسي للصراع مع إيران. ومع ذلك، فإن التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران يضع المنطقة على شفا مواجهة عسكرية شاملة قد تمتد تداعياتها إلى دول أخرى.
تحليل الوضع يشير إلى أن موقف واشنطن الحذر يهدف إلى تجنب التورط في حرب مباشرة، بينما تُبقي الولايات المتحدة على استعدادها لحماية مصالحها وقواتها في المنطقة.
التوتر الأميركي الإيراني ليس جديدًا، فقد تصاعد منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في أيار 2018، وفرضها عقوبات مشددة على طهران. في المقابل، ردت إيران بزيادة أنشطتها النووية وتطوير قدراتها العسكرية، مما أدى إلى مواجهات غير مباشرة في المنطقة، لا سيما عبر حلفائها في لبنان وسوريا واليمن.
في تموز الماضي، شنت إسرائيل هجمات واسعة على منشآت إيرانية في سوريا، مما دفع طهران إلى تهديد المصالح الأميركية في الخليج. ورغم الضغوط الإسرائيلية المستمرة لإشراك واشنطن في حرب مفتوحة مع إيران، فإن إدارة ترامب أبدت ترددًا في اتخاذ هذا المسار، مفضلةً المفاوضات كسبيل لحل الأزمة.