نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تفاصيل مقابلة إذاعية أجراها المسؤول السابق في جهاز الموساد، حاييم تومر، مع برنامح يبث عبر إذاعة 103FM، ويقدمه الصحافيان ينون ماغال وبن كاسبيت، تناول فيها مسار الحرب المستمرة بين إسرائيل وإيران، والتقديرات بشأن القدرات الإيرانية النووية والردع الإسرائيلي.
وقال تومر: "كنت أعتقد في السابق أن قادة الدول يبقون خارج ساحة المعركة، لكن إيران أطلقت كمية كبيرة من الصواريخ نحو إسرائيل"، موضحًا أن "كل الصواريخ التي أُطلقت من اليمن، وجزء كبير من غزة، وجميع الصواريخ من لبنان، هي من صناعة إيرانية. لا توجد قواعد للّعبة، نحن في حرب بلا قواعد، وكل الاحتمالات واردة".
وعن مدى استمرار الحرب، أشار تومر إلى تكرار مصطلح "أسبوعين" على لسان عدد من مسؤولي الحكومة الإسرائيلية، قائلاً: "هذا يدل على أن إسرائيل كانت مهيأة لعملية تستمر نحو أسبوعين".
وأضاف، "بحسب تقديري، تمتلك إيران بين 2000 و2500 صاروخ باليستي ثقيل. وإذا افترضنا معدل إطلاق يومي يبلغ 200 صاروخ، فنحن أمام مواجهة تمتد بين 20 و30 يومًا من القتال. وعلى الأرجح، لن تطلق إيران كامل ترسانتها دفعة واحدة، بل ستحتفظ بجزء منها كورقة استراتيجية".
وتابع، "المواجهة الحالية تتسم بطابع الاستنزاف، وما زلنا في اليوم الخامس، ما يعني أن الطريق أمامنا لا يزال طويلاً".
وأكد المسؤول السابق أن إسرائيل تسعى إلى "تدمير أكبر عدد ممكن من الأهداف النوعية داخل إيران، خاصة البنية التحتية للطاقة، التي تشكّل مصدر الدخل الأساسي للجمهورية الإسلامية". ولفت إلى أن "الهدف من هذه الضربات هو فرض تكلفة باهظة، وهي جوهر اللعبة الحالية".
وأوضح تومر أن إيران استعدت لهذا السيناريو منذ سنوات طويلة، "تمامًا كما فعلنا في إسرائيل".
وفي ما يخص منشأة فوردو النووية، أشار تومر إلى أنها "لم تتضرر حتى الآن، وهذا يشكّل مصدر قلق حقيقي لإسرائيل"، معتبراً أن طهران قد تلجأ إلى إجراء "تجربة نووية عالية التخصيب في الصحراء" لفرض أمر واقع وخلق صدمة نفسية على الساحة الدولية.
وحول نشر الموساد لفيديوهات عمليات خاصة داخل إيران، قال تومر: "رجالنا يعملون في غاية السرية ويخاطرون بحياتهم، ولا أرى أن هذه الدعاية ضرورية"، لكنه أضاف: "رغم ذلك، قد يكون هذا التوجه نابعًا من قرار سياسي هدفه تعزيز الردع الإسرائيلي وإظهار عمق التغلغل في الداخل الإيراني".
وختم قائلاً: "شخصيًا، لا أحبّذ نشر هذه المواد، لكني أتمنى أن تكون رسائل الردع قد وصلت إلى حيث يجب".