كشف مسؤولون أميركيون لموقع "أكسيوس" أن الرئيس دونالد ترامب رفض خطة للجيش الإسرائيلي كانت تستهدف اغتيال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، في الأيام الأولى من الحرب الحالية، معتبرًا أن خطوة من هذا النوع قد تؤدي إلى نتائج غير محسوبة.
وبحسب التقرير، فقد نقل مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن ترامب قال أثناء مناقشة الخطة: "هذا آية الله نعرفه، مقابل آية الله جديد لا نعرفه"، في إشارة إلى أن تغيير القيادة الإيرانية في هذا التوقيت قد لا يكون لمصلحة الولايات المتحدة، حتى وإن كان يخدم أهداف "إسرائيل".
وأضاف المصدر أن واشنطن لا تمانع القيام بخطوات كبيرة ضد طهران، "لكن ضمن حسابات دقيقة".
وكانت وكالة "رويترز" قد ذكرت في 15 حزيران أن ترامب عطّل في اللحظة الأخيرة عملية اغتيال خامنئي، كانت "إسرائيل" تتحضر لتنفيذها، خلال عطلة نهاية الأسبوع، قبل أن يتم التراجع عنها بضغط أميركي مباشر.
وفي الوقت الذي تُبقي فيه الولايات المتحدة على دعمها الكامل لأهداف الحرب المعلنة من الجانب الإسرائيلي، المتمثلة في تدمير القدرات النووية والصاروخية الإيرانية، أبدى البيت الأبيض تحفظًا واضحًا إزاء أي خطوات قد تؤدي إلى "تغيير النظام" في إيران عبر القوة العسكرية، وهو ما يراه مسؤولون أميركيون هدفًا إسرائيليًا غير معلن.
وعلق أحد المسؤولين الأميركيين بالقول: "قد تكون إسرائيل أكثر ارتياحًا لفكرة تدمير النظام، لكن واشنطن تنظر إلى الأمر بحذر أكبر"، مشددًا على أن المطلوب دوليًا هو وقف قدرة إيران على إنتاج القنابل، لا إسقاط الدولة بكاملها.
من جهته، صعّد ترامب لهجته صباح اليوم بتحذير مباشر إلى سكان طهران، الذين يُقدّر عددهم بـ10 ملايين، دعاهم فيه إلى "مغادرة المدينة فورًا"، قبل أن يعلن انسحابه المبكر من قمة مجموعة السبع في كندا متوجهًا إلى واشنطن لمتابعة تطورات الأزمة. وعلى إثر هذه التصريحات، انتشرت شائعات حول هجوم أميركي وشيك على إيران، سرعان ما نفى البيت الأبيض صحّتها.
أما على الجانب الإيراني، فقد أظهرت التقارير عدم وجود أي مؤشرات على اندلاع احتجاجات داخلية منذ بدء الحرب، بل أشارت تحليلات إلى تزايد التلاحم الشعبي الداخلي.
ووفق ما أفاد به الخبير الإسرائيلي في الشؤون الإيرانية راز زيمت لموقع "أكسيوس"، فإن الضربات الجوية التي طالت منشآت حيوية في طهران ساهمت paradoxically في تعزيز التماسك الداخلي و"الالتفاف حول العلم"، على حد تعبيره.
لكنه حذر في الوقت ذاته من أن استمرار الحرب وإضعاف الأجهزة الأمنية الإيرانية قد يؤدّي في النهاية إلى تفكك داخلي تدريجي، في حال تصاعد الضغط وتكثّفت الهجمات.
وفيما لم تعلن "إسرائيل" رسميًا أن تغيير النظام في طهران هو أحد أهدافها، يرى مراقبون إسرائيليون أن المناقشات الداخلية تميل تدريجًا نحو الدفع بهذا الخيار، خصوصًا في ظل غياب أي مؤشرات على قبول إيراني بتفكيك برنامجها النووي.
خلاصة المشهد، بحسب موقع "أكسيوس"، أن واشنطن تسير على حبل دقيق: فهي داعم رئيسي لـ"إسرائيل" في استهداف البنية العسكرية الإيرانية، لكنها في الوقت ذاته تسعى لتجنّب أي خطوات قد تفتح أبوابًا مجهولة على مستوى النظام الإيراني ككل.