خلال مؤتمر نظمته "جمعية الشرق الأوسط" في العاصمة البريطانية لندن، طرح الشيخ بهاء رفيق الحريري رؤيته لإنقاذ لبنان واستعادة التوازن الإقليمي. وشارك الحريري كضيف شرف إلى جانب نخبة من الباحثين والدبلوماسيين والخبراء، تحت عنوان: "لبنان والمنطقة: الماضي والحاضر والمستقبل"، حيث ناقش مستقبل لبنان ودوره في الشرق الأوسط.
في كلمته، قدم الحريري "مبدأ السيادة الاستراتيجية المرنة" كإطار عملي للتعامل مع التحديات الوجودية التي تواجه لبنان ودول المنطقة. وأوضح أن هذا المبدأ يُعزز قدرة الدول على اتخاذ قرارات مستقلة، رغم الاضطرابات الإقليمية والدولية، داعيًا إلى إعادة تصميم هيكل الاستثمار اللبناني وتعزيز الشفافية في المالية العامة ومؤسسات الدولة.
وتوقف الحريري عند الأزمة المالية اللبنانية، واصفًا إياها بأنها ليست مجرد خلل اقتصادي، بل نتيجة فشل في الحوكمة وفساد منهجي. وأكد على أهمية استعادة السيطرة السيادية على الموارد الوطنية، لا سيما بعد الاتفاق البحري الذي فتح المجال لاستثمار ثروات الغاز.
كما تطرق إلى المشهد الإقليمي، مؤكدًا أن لبنان يقع في قلب التحالفات والتنافسات الشرق أوسطية، مشددًا على ضرورة التعامل معه كشريك في التوازن الإقليمي بدل اعتباره ساحة للصراعات. وأضاف أن بناء دولة فاعلة تتطلب إصلاحات شاملة في القضاء والمصرف المركزي والخدمة المدنية.
وختم الحريري بدعوة إلى تحويل لبنان إلى نموذج يحتذى به في التوازن الإقليمي، من خلال الاستثمار في مؤسساته وبناء شراكات قوية في مجالات الطاقة والسياسة والدبلوماسية. واعتبر أن إعادة تصور النظام السياسي اللبناني في إطار اتفاق الطائف يمكن أن يشكل نقطة انطلاق لتحقيق السيادة والمرونة والحكم الرشيد.
الـــمــــزيــــــــــد
