أعلنت إيران، صباح اليوم الجمعة، عن استهدافها بالصواريخ لـ"حديقة الفضاء السيبراني" في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، مشيرة إلى أن الهجوم أصاب بشكل مباشر مبنى شركة "غاف-يام 4" التابعة للمجمّع السيبراني. وأكدت وسائل إعلام إيرانية أن الهجوم أوقع أضراراً كبيرة وأدى إلى إصابة 35 شخصاً.
وفقاً لما نقلته وكالة أنباء "إرنا"، فإن الصاروخ استهدف مركزاً يُعتبر جزءاً أساسياً من قطاع التكنولوجيا المتقدمة في بئر السبع، والذي يضم شركات عالمية ومراكز متخصصة في الأمن السيبراني والحرب الإلكترونية. وأشار الحرس الثوري الإيراني إلى أن الهجوم طال موقعاً يدعم الجيش الإسرائيلي في المجال السيبراني، وليس مجرد كيان مدني، مؤكداً أنه يشمل مواقع مرتبطة بالاستخبارات والذكاء الاصطناعي.
تُعد منطقة "CyberSpark" محوراً للتكنولوجيا السيبرانية في إسرائيل، وتضم عدداً من الشركات الكبرى، منها مايكروسوفت، IBM، PayPal، Dell EMC، وإلبيت سيستمز. وتشير التقارير إلى أن المبنى الذي استُهدف هو مقر لشركة "غاف-يام"، التي تعمل في مجال توفير خدمات الأمن السيبراني للجيش الإسرائيلي.
وسائل إعلام إسرائيلية، مثل "يديعوت أحرونوت"، نقلت أن إيران تدّعي أن الهجوم استهدف أيضاً شركة مايكروسوفت بسبب تعاونها مع الجيش الإسرائيلي في مجال الحرب الإلكترونية.
الحرس الثوري الإيراني أوضح أن هذا الهجوم جاء ضمن سلسلة من العمليات التي تستهدف "منظومات الدعم العسكري للعدوان الإسرائيلي"، مؤكداً أن المجال السيبراني جزء من هذه المنظومة. كما أشار إلى أن الهجوم استهدف كذلك مساكن موظفين يعملون في مجالات التجسس والذكاء الاصطناعي.
وسائل إعلام إسرائيلية أكدت وقوع إصابات بين المدنيين في بئر السبع، حيث بلغ عدد الجرحى 35 شخصاً، إلى جانب أضرار كبيرة لحقت بمبانٍ ومساكن في المنطقة، خاصة تلك التي تؤوي موظفي مجمع "CyberSpark".
يرى مراقبون أن هذا الهجوم يُعتبر تصعيداً كبيراً في الصراع بين إيران وإسرائيل، مع انتقال المواجهات من الساحة التقليدية إلى استهداف البنى التحتية الحيوية والمرتبطة بالتكنولوجيا السيبرانية. وتعد هذه الخطوة رسالة واضحة من إيران حول قدرتها على ضرب مواقع حساسة داخل إسرائيل، مما يرفع مستوى التوتر في المنطقة.