حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، من خطورة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، مشيراً إلى أن استمرار الضربات المتبادلة قد يؤدي إلى "موجة هجرة ضخمة" تؤثر على أوروبا ودول المنطقة.
وقال أردوغان، خلال مكالمة هاتفية مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، إن "دوامة العنف الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية والإيرانية تحمل تهديدات إنسانية وبيئية كبيرة، مع احتمال وقوع تسرب نووي يفاقم الوضع".
وأكد الرئيس التركي أن تركيا، التي تستضيف ملايين اللاجئين، لن تتحمل انفجارًا جديدًا في ملف الهجرة الناجم عن التصعيد الإقليمي، داعياً القوى الدولية إلى التدخل لاحتواء الموقف قبل فوات الأوان.
يأتي هذا التحذير في وقت تواصل فيه إسرائيل شن ضربات جوية على أهداف إيرانية، كان آخرها منشآت مرتبطة ببرنامج إيران النووي، فيما ردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية تجاه مدن إسرائيلية كبرى.
وكانت التقارير قد أفادت بأن الضربات الإسرائيلية استهدفت منشآت عسكرية ومنشأة "فوردو" النووية المدفونة في أعماق الأرض، وسط استخدام تقنيات عسكرية متطورة مثل قاذفات "بي-2" الشبحية الأميركية وقنابل "جي بي يو-57" الخارقة للتحصينات.
وأشار محللون إلى أن التهديد بتسرب نووي يشكل قلقاً كبيراً، حيث تعتبر منشأة "فوردو" واحدة من أكثر المواقع النووية تحصينًا في العالم. ويعتمد استهدافها على تقنيات عسكرية قادرة على اختراق طبقات متعددة من الخرسانة المسلحة، مما يزيد من خطورة أي حادث نووي.
على الجانب الأوروبي، قالت مصادر دبلوماسية إن ألمانيا وفرنسا تعملان على تشكيل جبهة دبلوماسية لاحتواء الأزمة، مع تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني على الحدود التركية الأوروبية.
من جهتها، تستعد أنقرة لسيناريوهات مختلفة، حيث أفادت مصادر رسمية تركية بأن الحكومة تدرس تعزيز التدابير الأمنية على الحدود، إضافة إلى تجهيز مراكز لاستيعاب أي تدفقات مفاجئة للاجئين.
وأكد أردوغان أن بلاده تعمل على تهدئة التوتر عبر القنوات الدبلوماسية، مشيراً إلى أهمية دور تركيا في تجنب اندلاع حرب شاملة في المنطقة.