ليبانون ديبايت
في مشهد رمزي لافت، أطلق رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون دعوته إلى جميع المغتربين والسيّاح لزيارة لبنان، مطمئنًا إلى أن “لبنان لن يدخل في الحرب”، وذلك خلال احتفال أُقيم بمناسبة إنارة وسط بيروت أول من أمس.
ورغم الطابع الاحتفالي للحدث، سرعان ما تحوّلت الدعوة الرئاسية إلى موضع نقاش سياسي واسع. فهل جاءت هذه التطمينات بناءً على تعهّد واضح من قيادة “حزب الله” بعدم الانجرار إلى الحرب دعمًا لإيران، مهما احتدمت التطورات في الإقليم؟ أم أن الرئيس يسعى إلى تثبيت صورة لبنان كوجهة آمنة ومستقرّة، ولو إعلاميًا، في ظلّ موسم صيفي حيوي يعتمد عليه البلد اقتصاديًا؟
اللافت أن هذه الدعوة تأتي في وقت دقيق إقليميًا، حيث يتزايد التوتر على أكثر من جبهة. ومع ذلك، فإن تأكيد رئيس الجمهورية على حياد لبنان، في هذه اللحظة تحديدًا، يُفهم منه أيضًا رسالة مزدوجة، أولًا للداخل اللبناني بغية طمأنة المواطنين والقطاعين السياحي والاقتصادي، وثانيًا للخارج، ولا سيّما للوافدين من دول الخليج والمغتربين اللبنانيين، بأن بيروت ستبقى مفتوحة لا مغلقة، مستقبِلة لا منعزلة.
فهل يحمل الرئيس في جعبته ضمانات فعلية، أم أن خطابه يندرج ضمن سياسة احتواء القلق وشراء الوقت على أمل أن تمرّ العاصفة إقليميًا من دون أن تُصيب لبنان؟
الـــمــــزيــــــــــد
