ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن إسرائيل أبدت، مساء الأحد، انفتاحًا مشروطًا على إنهاء التصعيد مع إيران في أعقاب الضربة الأميركية الواسعة التي استهدفت منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية، وذلك بعد أيام من عمليات إسرائيلية مركزة استهدفت بنى تحتية عسكرية ونووية في الجمهورية الإسلامية. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "الكرة الآن في ملعب خامنئي"، وإنه "في حال قرر وقف إطلاق النار وأعلن عن رغبته في إنهاء الحدث، فإن إسرائيل مستعدة لقبول ذلك".
وبحسب ما نشرته "يديعوت أحرونوت"، فإن الضربة الأميركية ألحقت أضرارًا جسيمة بالمنشآت النووية، حيث تشير التقديرات إلى أن مفاعل نطنز قد تم تدميره بالكامل، فيما تعرضت منشآت فوردو وأصفهان لأضرار كبيرة. كما رجحت التقديرات الأمنية أن إيران فقدت مئات الكيلوغرامات من المواد المخصبة، وأنها لم تتمكن من إخلاء سوى كميات ضئيلة منها قبل تنفيذ الضربات.
في الوقت نفسه، أوضحت المصادر للصحيفة أن الصورة الكاملة لحجم الدمار لم تتضح بعد بشكل نهائي، وأن التحليل الكامل لتأثير الضربات على البرنامج النووي الإيراني سيستكمل خلال الأيام المقبلة. ومع ذلك، قدّرت مصادر الدفاع أن الضربة أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء بما يزيد عن عشر سنوات.
وفيما يتعلق بمسار المواجهة، أفادت "يديعوت أحرونوت" أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستعد لاحتمال معركة استنزاف طويلة، لكنها لا تسعى إلى ذلك، بل تفضل إنهاء العملية خلال فترة قصيرة، ربما هذا الأسبوع. إلا أن الموقف سيتحدد بناءً على خطوات إيران المقبلة. وأضافت المصادر أن أي استهداف إيراني مستمر سيقابَل برد إسرائيلي مباشر، وأنه لا يمكن لإسرائيل أن تلتزم بسياسة الصبر إلى ما لا نهاية.
وأكدت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يواصل إنتاج الصواريخ الاعتراضية، وأن الحكومة خصصت موارد إضافية لدعم منظومة الدفاع الجوي. كما أشارت المصادر إلى أن "الهدف الأساسي تم تحقيقه" من خلال توجيه ضربة قاسية إلى المنشآت النووية، مشددة على استمرار العمليات ضد ما تبقى من منصات وصواريخ خلال الأيام المقبلة.
في السياق نفسه، قالت "يديعوت أحرونوت" إن مصادر إسرائيلية شددت على التمييز بين نهج إيران، التي "تستهدف المدنيين عمدًا"، وبين إسرائيل التي تركز على أهداف عسكرية وحكومية، وهو ما وصفته المصادر بأنه "يوفر لإسرائيل شرعية دولية متزايدة"، وأكدت أن صورة إيران كخطر عالمي أصبحت أكثر وضوحًا في عواصم مثل باريس، روما، ونيويورك.
وبشأن إمكانيات التفاوض، أفادت الصحيفة أن المصادر لا ترى حاليًا فرصًا جدية لدخول إيران في مفاوضات نووية، ووصفت هذا الاحتمال بأنه "ضعيف جدًا إلى غير قائم". كما حذرت من أن طهران قد تلجأ إلى تنفيذ عمليات انتقامية خارجية تستهدف مصالح إسرائيلية أو يهودية، وأشارت إلى رفع حالة التأهب الأمني في هذا الإطار.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزراء الحكومة الأمنية المصغرة (الكابينت) موجودون في مواقع محصّنة تحت الأرض ويقضون الليل فيها، بينما تم نقل عائلاتهم إلى مواقع آمنة أخرى. ونفت المصادر وجود زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تلك المواقع.