قال النائب علي فياض إننا نعيش أياماً تاريخية ومفصلية من عمر الأمة والمنطقة، حيث وصل مشروع المواجهة مع العدو الإسرائيلي والتصدي للهيمنة الأميركية إلى مرحلة متقدمة، تُحدد نتائجها حقائق مصيرية تتعلق بمستقبل المنطقة العربية-الإسلامية.
وأضاف النائب فياض خلال حفل تأبيني للشهيد أحمد غازي علي في بلدة شقراء، أن الولايات المتحدة دخلت الحرب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بصورة مباشرة، رغم أنها كانت شريكاً منذ البداية إلى جانب إسرائيل، على مستوى التسليح النوعي، المعلومات الاستخبارية، والتخطيط المشترك، وهو ما وضع جميع إمكاناتها وقدراتها في خدمة العدوان الإسرائيلي.
وأشار فياض إلى أن القيادات في أميركا وإسرائيل تجاوزت حدود القتل والإجرام إلى الانقلاب على الاتفاقات الدولية وضرب الضمانات. واستدل على ذلك بانسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2015، رغم التزام إيران الصارم ببنوده، إضافة إلى تجاوز رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو للاتفاقيات الدولية المتعلقة بوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701.
وتابع فياض أن ما تتعرض له إيران اليوم من حرب عدوانية إسرائيلية-أميركية هو امتداد لمخطط طويل الأمد. وأضاف أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن استهداف قادة المقاومة، وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله، تؤكد أن هذا المخطط كان الركيزة الأساسية لمشروع ضرب إيران.
ولفت إلى أن هدف العدو لا يقتصر على القدرات النووية والصاروخية لإيران، بل يشمل إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية برمته. وشدد على أن الشعب الذي يواجه خطر الاقتلاع من أرضه لن يكون أمامه خيار سوى الدفاع عن وجوده.
وأوضح فياض أن الجمهورية الإسلامية بقيت متسقة مع مبادئها وشعاراتها منذ تأسيسها، ودفعت أثماناً باهظة نتيجة عقوبات اقتصادية وحروب، لكنها لم تتراجع عن دعم القضية الفلسطينية. وأضاف أن إيران سجلت سابقة في العالمين العربي والإسلامي بنقل المعركة إلى قلب الكيان الإسرائيلي، مستهدفة عاصمته ومدنه ومنشآته الحيوية.
وأكد أن إسرائيل أخطأت في حساباتها بتوريط الولايات المتحدة معها، ما أدخل المنطقة في حالة من التوتر والتداعيات غير المتوقعة. وختم بأن هذا المسار المتفجر يضع إسرائيل وأميركا في نفق مسدود لن يكون الخروج منه سهلاً.