في ظل تقييمات استخباراتية أميركية متباينة حول أثر الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، جدد الرئيس دونالد ترامب التأكيد على فاعلية تلك الضربات التي استهدفت منشأة فوردو الأسبوع الماضي.
وأكد ترامب خلال لقائه بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في قمة الناتو بمدينة لاهاي، أن منشأة فوردو تعرضت لدمار شامل، مشيرًا إلى أن "عملاء إسرائيليين كانوا في الموقع بعد الضربة وتأكدوا من الدمار الكامل".
ورغم تأكيده أن معلومات الاستخبارات ليست قاطعة، أصر ترامب على أن الضربة الأميركية قضت على المواقع النووية الإيرانية بالكامل، معربًا عن استغرابه من محاولات بعض وسائل الإعلام التقليل من قيمة هذا الإنجاز.
وتزامنت تصريحات ترامب مع إعلان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو"، عن "أضرار كبيرة وجوهرية" أصابت ركائز البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن طهران "باتت أبعد من أي وقت مضى عن امتلاك السلاح النووي" منذ القرار الأميركي بتدمير منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.
واعتبر روبيو أن التقييمات التي صدرت عن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA) والتي أشارت إلى أن الضربات لم تدمّر المنشآت بشكل كبير وأنها أرجأت البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر فقط، "تقارير كاذبة لا تعكس الواقع الكامل"، مشيرًا إلى أن الجهات التي تصدر مثل هذه التقارير غالبًا ما تحمل أجندات سياسية معينة.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تسريب تقييم استخباراتي أولي لوكالة DIA، الذراع الاستخباراتية للبنتاغون، أكد فيه أن الأضرار التي أصابت منشآت إيران النووية لم تكن كما أعلن سابقًا، بل اقتصرت على تأخير محدود في البرنامج النووي.
في المقابل، نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت صحة هذا التقييم، معتبرة أن "هذا التسريب غير صحيح تمامًا"، وتساءلت عن أسباب تسريب معلومات سرية إلى وسائل الإعلام، معتبرة أن ذلك يضر بمصلحة الأمن القومي.
تتواصل بذلك أزمة الموقف الأميركي الداخلي حول نتائج الضربة على إيران، وسط تباين واضح بين تصريحات الإدارة العليا وتقارير المخابرات، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترًا متصاعدًا بسبب البرنامج النووي الإيراني والتهديدات الأمنية المصاحبة.