صرّح الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، بأن قرار إيران تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "في ضوء تقاعس" الأخيرة خلال الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، أمرٌ مفهوم. وأضاف بيسكوف، في حديث لوكالة "تاس"، أن "هذا القرار هو نتيجة مباشرة للهجوم غير المبرر على المنشآت النووية الإيرانية، وهو حدث غير مسبوق في التاريخ".
كما أبدى بيسكوف قلق بلاده البالغ إزاء انهيار العلاقات بين إيران والوكالة الدولية، مؤكداً أن هذا الوضع يشكل تهديداً خطيراً للاستقرار الإقليمي والدولي.
جاء تصريح بيسكوف في أعقاب تصديق البرلمان الإيراني على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسبما أفادت وكالة "إيسنا". وأكد رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أن "الوكالة الدولية باعت مصداقيتها بأبخس الأثمان عندما رفضت حتى إصدار إدانة محدودة للهجوم على منشآت البلاد النووية".
كما أضاف قاليباف أن "التعاون مع الوكالة سيتم تعليقه إلى حين ضمان أمن المنشآت النووية الإيرانية"، مشيراً إلى أن القرار النهائي بشأن هذه الخطوة سيكون من صلاحيات المجلس الأعلى للأمن القومي.
وفي سياق متصل، اتهم مسؤولون إيرانيون، بينهم وزير الخارجية عباس عراقجي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، بالتواطؤ مع إسرائيل وتقديم مبررات لشن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
وتزامناً مع هذه التصريحات، أعلنت منظمة الطاقة النووية الإيرانية عزمها تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ضد غروسي، كما طالب سياسيون إيرانيون بمنعه من دخول البلاد.
وفيما يخص الوضع الحالي للبرنامج النووي الإيراني، أفادت التقارير بامتلاك إيران أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من مستوى التخصيب اللازم للأسلحة النووية. ومع ذلك، لا تزال الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني جراء الضربات الأميركية على منشآت فوردو وأصفهان ونطنز غير واضحة.
في المقابل، أكدت الولايات المتحدة على لسان الرئيس دونالد ترامب وفريقه أن الهجوم دمّر البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وهو ما نفته طهران.