المحلية

ليبانون ديبايت
الخميس 26 حزيران 2025 - 11:00 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

عاشوراء في زمن القصف والإنذارات... طقوس لا تنكسر وإجراءات أمنية غير مسبوقة!

عاشوراء في زمن القصف والإنذارات... طقوس لا تنكسر وإجراءات أمنية غير مسبوقة!

"ليبانون ديبايت"

مع حلول الليالي العاشورائية، يستعيد الجنوب، الضاحية الجنوبية لبيروت، والبقاع طقوس الذكرى التي تختصر وجعًا، وتاريخًا، وهوية، في وقت لا يزال فيه الخطر الإسرائيلي حاضرًا في تفاصيل يوميات المواطنين، رغم توقّف العمليات الحربية المباشرة.

وقد انتهت التحضيرات اللوجستية والتنظيمية لإحياء ذكرى عاشوراء التي تنطلق ليل اليوم الخميس وتستمر عشرة أيام، في مختلف المناطق الشيعية، لا سيّما في الجنوب، الضاحية، والبقاع. وككل عام، تُرافق المناسبة إجراءات أمنية مشدّدة، تشرف عليها قيادات حزب الله وحركة أمل، بالتنسيق مع القوى الأمنية اللبنانية، حرصًا على سلامة المشاركين والمجالس الحسينية.

لكن هذا العام، يبدو المشهد مختلفًا؛ فالحذر مضاعف، والاستنفار الأمني غير مسبوق، نتيجة التهديدات الإسرائيلية المستمرة التي لم تتوقّف بعد. فالعدو، الذي اعتاد استهداف مناطق جنوبية بشكل مفاجئ، بات يلجأ أحيانًا إلى توجيه إنذارات لسكان الضاحية الجنوبية قبل شنّ غارات، ما يُدخل التحضيرات الشعبية والدينية في دائرة القلق والترقّب.

مصادر مطّلعة أكدت لـ"ليبانون ديبايت" أن "الارتياح يسود صفوف قيادتي حزب الله وحركة أمل لجهة الجهوزية والتنظيم المحكم المواكب للتحضيرات، إلّا أن القلق لا يزال قائمًا من احتمال إقدام العدو الإسرائيلي على خطوات مفاجئة تهدف إلى زعزعة الاستقرار أو التشويش على أجواء المناسبة، خصوصًا عبر الإنذارات التي تُربك الأهالي وتثير الهلع".


وأشارت المصادر إلى أن "حماية المشاركين في المجالس والمسيرات تمثل أولوية مطلقة، وقد وُضعت مختلف السيناريوهات الأمنية في الحسبان. وقد تم تعزيز النقاط الأمنية، وتكثيف المراقبة، لا سيّما في محيط أماكن التجمّعات الحسينية، ضمن خطة شاملة ومرنة تتيح التدخل الفوري عند أي طارئ".


في المقابل، دعت الجهات المنظِّمة المواطنين إلى "تفهّم طبيعة المرحلة، وتقبّل الإجراءات الأمنية بصدر رحب، وتجنّب خلق أي توتر مع الجهات المولجة تنفيذها، لأن البلاد تمرّ بمرحلة دقيقة تتطلب وعيًا وانضباطًا من الجميع".


النبطية تنهض من تحت الركام


رغم حجم الدمار الكبير الذي لحق بمدينة النبطية خلال الفترة الأخيرة، أصرّ الأهالي على المضي في إحياء ذكرى عاشوراء كما في كل عام. والمشهد في المدينة يبدو لافتًا: أعلام سوداء، صور الشهداء، ومجالس تُقام رغم الجراح، في رسائل معنوية صريحة تُوجَّه للعدو من وسط الركام.


وقد رُفعت صور الشهداء، وعلى رأسهم شهداء المقاومة، في مختلف الشوارع والأحياء، في مشهدٍ يختصر تمسّك الأهالي بإرثهم، وإصرارهم على مواجهة كل أشكال العدوان بالثبات والإحياء.


البقاع والضاحية: تدابير مشدّدة ومراقبة مستمرة


في الضاحية الجنوبية والبقاع، تتكرّر صورة الاستعدادات العاشورائية، مع تعزيز ملحوظ للإجراءات الأمنية حول الحسينيات ومسارات المسيرات. وتؤكد الجهات المنظمة أن التنسيق جارٍ بين اللجان الشعبية والأجهزة المختصة، لضمان انسيابية التحركات وتأمين أقصى درجات الحماية.


رسالة هذا العام من الشارع الشيعي واضحة: رغم التهديدات والتصعيد، لن تتأثر عاشوراء. فالإحياء فعل مقاومة كما هو فعل إيمان. وبين الحذر والإصرار، تختصر الطقوس وجدان الناس الذين ما زالوا يرون في هذه المناسبة ملاذًا روحيًا، وموقفًا سياسيًا، ورسالة صمود.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة