وفي دلالات كلام عراقجي الذي أحدث صدمةً في الشارع اللبناني، يرى أستاذ العلاقات الدولية الدكتور خطار أبو دياب، أن الوزير عراقجي الذي يقود الدبلوماسية الإيرانية، هو اليوم الوجه السياسي للنظام في إيران بعد الرئيس مسعود بزشكيان، ويحذر من خلال هذا التصريح، الجانب الإسرائيلي من ضرورة عدم تكرار ما يفعله في لبنان في إيران.
وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، يعتبر الدكتور أبو دياب، أنه "بالنسبة لفريق معين من اللبنانيين وقف دوماً إلى جانب ايران، فقد كان بالإمكان صياغة كلام عراقجي بأسلوب آخر، لإن لبنان ومن أجل القضية الفلسطينية، ضحّى ببلده وكيانه وأهله ومقدراته منذ 1969 إلى اليوم، ولذلك مهما وصل الضعف اللبناني، فضعف لبنان هو بسبب معطيات كثيرة، وبسبب إقحام القوى الخارجية للبنان لوحده في صراعات كان يمكن أن يكون بغنىً عنها".
وفي ما يمكن أن يكون رداً غير مباشر على عراقجي، يشير أبو دياب، إلى ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي، عن أن "إسرائيل ستقوم بالرد على إيران نظراً لدعمها الأنشطة الإرهابية لوكلائها حسب زعمه"، ويعتبر أن "ما انتهى إليه الأمر في وقف إطلاق النار في حرب الإثني عشر يوماً، ليس نهاية الحرب بل نهاية جولة من نزاع طويل، بمعنى أن الواقع يشبه واقع لبنان، حيث لم تنته الحرب بدلالة التصعيد العسكري بالأمس في النبطية".
ويعتبر أبو دياب أن الموضوع "حساس جداً، لأنه كما بالنسبة للبنان لم يكن هناك من نص مكتوب لاتفاق وقف النار في 27 تشرين الثاني الماضي، لم يكن هناك من نص مكتوب للإتفاق بين الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل، والمسألة مفتوحة على كل الإحتمالات".
ورداً على السؤال حول قواعد اشتباك جديدة، يوافق أبو دياب موضحاً أنه "في العام الماضي حاولت إيران خلال مواجهتين، أن تسترد قدرات معينة للردع خصوصاً بعد ضرب قنصليتها في دمشق، ثم عمليات اغتيال ومطاردة لوكلائها، ولكن كانت المواجهات حينئذٍ محدودة ولم تسفر عن نتيجة وبقي عامل الردع لصالح الإسرائيليين، ولكن في الأخيرة، حقق الحرب كل طرف إنجازات، ومنعت إيران من خلال القوة الصاروخية، تداعي النظام أي تداعي وضعها، لكن لم تتمكن من تحقيق نوع من تحسين لقوة الردع، وهو ما أبقى على الحذر بين الجانبين، وجعلهما أمام معادلة يمكن لأي طرفٍ إذا خرقها، أن يسقط كل المعادلة، ما يرسم قواعد إشتباك جديدة، ويجعل من الترقب عنوان المرحلة المقبلة وما ستكون عليه طبيعة هذه الحرب عن بُعد ، بمعنى الطيران مقابل الصواريخ، خصوصاً وأن تورط أي طرف بالإشتباك من جديد ستكون له تداعيات خطيرة عليه".