أُحييت الليلة الثانية من محرم الحرام في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بطريق المطار، برعاية وحضور نائب رئيس المجلس سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب، وبحضور ممثلي المرجعيات الدينية وعلماء دين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين.
وفي كلمة ألقاها المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أكد أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام تمثل ملحمة تستند إلى وصايا الأنبياء والأولياء، مشيراً إلى أن كربلاء تجسد حالة الوجع والضحية التي تحملتها الأرض، حيث استُشهد الإمام الحسين وأصحابه في مواجهة الظلم والطغيان.
وشرح الشيخ قبلان أن الإمام الحسين لم يرفض السلطة من باب الخصومة السياسية، بل لأنه يمثل قيمة إلهية تسعى لتحقيق العدالة والحق، مبيناً أن مبدأه "مثلي لا يبايع مثله" يؤكد على ضرورة شرعية السلطة القائمة على الحق والعدالة، وليس على الاستبداد والقوة الغاشمة.
وأضاف أن هذه الثورة كانت دفاعاً عن هوية الأمة والإنسان ضد الفساد والاستبداد، رافضاً الاستسلام لأي نظام سلطي أو استغلالي.
وأشار إلى أن الثورة الحسينية أسست لفكرة لا وجود لسلطات مطلقة، ولا شرعية للسلطة دون رقابة ومحاسبة شعبية، مؤكدًا أن السلطة يجب أن تكون في خدمة مصالح الناس، لا في خدمة مصالح الحاكمين وأنانياتهم.
وأكد الشيخ قبلان أن لبنان اليوم يمر بلحظة فاصلة، داعياً الدولة إلى الوفاء بدينها تجاه المقاومة التي ضحت من أجل سيادة لبنان وأمنه، محذراً من الخطر الذي تمثله السياسات الأميركية والإسرائيلية التي تهدد أمن وسيادة البلاد.