أكد خبراء نوويون أن الضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، خاصة مصانع التعدين في أصفهان، دمرت بشكل كبير قدرة طهران على تصنيع نواة القنبلة النووية في المدى القريب. وأشار الخبراء إلى أن إعادة بناء هذه المواقع الحيوية قد تستغرق سنوات طويلة.
وأوضح محللون، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن هذه الضربات شكّلت عقبة كبيرة أمام مساعي إيران لتصنيع قنابل نووية، رغم أن مخزونها من وقود اليورانيوم لم يتضرر بشكل مباشر.
وقال ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، "عليهم إعادة بنائها"، في إشارة إلى المنشآت المتضررة.
وتعد منشآت التعدين من أهم المراحل النهائية في تصنيع النواة المتفجرة للقنبلة النووية، حيث تقوم بتحويل غاز اليورانيوم المخصب إلى معدن كثيف. وقد استهدفت الضربات منشأة أصفهان التي كانت تحوي معدات لهذا الغرض.
وفي تصريحات له يوم الأربعاء، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن تدمير منشآت التحويل الإيرانية "أرجع إيران سنوات إلى الوراء"، مشيراً إلى أن هذه المنشآت أصبحت غير موجودة على الخريطة. وقال: "لا يمكنك صنع سلاح نووي من دون منشأة تحويل. كل شيء أصبح مظلماً وتم محوه بالكامل".
وجاء هذا التقييم كاستثناء، إذ عادة ما تختلف آراء الخبراء ووكالات الاستخبارات في مثل هذه المسائل.
ورغم أن بعض المنتقدين يرون أن إيران قد بدأت عمليات التعدين في مواقع أخرى أقل أهمية مثل "ورامين"، فإن هذه المواقع تعتبر صغيرة أو مهجورة مقارنة بمجمع أصفهان الكبير.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الخميس، أن الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية "كبيرة"، في حين أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن البرنامج النووي الإيراني تراجع "عقوداً" عقب 12 يوماً من المواجهات.
شهدت تلك الفترة مواجهات غير مسبوقة بين إسرائيل وإيران، تخللتها ضربات أميركية استهدفت منشآت نووية في فوردو، نطنز، وأصفهان، مقابل ردود إيرانية بقصف قواعد عسكرية في قطر والعراق، دون تسجيل إصابات. قبل أن يعلن ترامب فجأة عن وقف إطلاق النار.
الـــمــــزيــــــــــد
