كشفت مصادر إسرائيلية مطلعة عن وجود انقسامات داخل الجيش الإسرائيلي بشأن مسار الحرب في قطاع غزة، وسط استعدادات مكثفة لعملية عسكرية واسعة وغير مسبوقة، بحسب ما أفاد موقع "والا" الإسرائيلي.
صرّحت المصادر أن الخلافات تدور حول مواصلة العمليات العسكرية لتحقيق الأهداف المعلنة أو السعي إلى إنهاء الحرب عبر تفاهمات سياسية. وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن الجيش سيعرض، اليوم الأحد، أمام المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، خيارات تتراوح بين استكمال احتلال القطاع أو التوصل إلى صفقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضافت أن رئيس الأركان، إيال زامير، سيقدّم تقريراً مفصلاً يؤكد فيه أن الجيش يقترب من تحقيق أهدافه، في وقت أشار فيه قادة عسكريون، نقلت عنهم صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى استمرار فعالية كتائب عز الدين القسام وانتشارها من خان يونس إلى مدينة غزة، ما يعكس تعقيد المهمة العسكرية رغم مرور أشهر على اندلاع الحرب.
أوضحت المصادر أن الجيش يدرس تحريك خمس فرق عسكرية كاملة لأول مرة منذ بدء الحرب، إضافة إلى تنفيذ واحدة من أكبر عمليات إجلاء السكان الفلسطينيين شمال غزة. ولفتت إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد اليوم جلسة حاسمة مع كبار قادة المؤسسة الأمنية لمناقشة الخطوات المقبلة، في ظل تعثر مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.
في غضون ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي، اليوم، تحذيراً لسكان شمال غزة يدعوهم إلى إخلاء مناطق واسعة استعداداً لعمل عسكري محتمل. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي: "على المتواجدين في أحياء الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، جباليا، تل الزعتر، ومناطق أخرى الإخلاء فوراً".
في سياق متصل، يعمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إنجاز صفقة مع حركة حماس لإعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة. وكتب ترامب عبر منصة "تروث سوشيال": "اعقدوا صفقة غزة.. وأعيدوا المحتجزين".
لكن مسؤولين إسرائيليين أكدوا وجود فجوات كبيرة مع حماس بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مشيرين إلى أن إسرائيل تدرس خيارات ميدانية لتعزيز الضغط على الحركة.
تأتي هذه التطورات بعد استئناف إسرائيل الحرب على غزة في مارس الماضي عقب انهيار هدنة مؤقتة. وخلال الأشهر الماضية، توغلت القوات الإسرائيلية في مناطق جنوب القطاع ودعت إلى إجلاء سكان الشمال، متوعدة بعدم الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها. كما فرضت حصاراً خانقاً على المساعدات الغذائية والطبية.