أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد، عن توجيه رسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس مجلس الأمن الدولي، طالب فيها بتحمل إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية المسؤولية عن الهجوم الذي استهدف إيران مؤخرًا.
وجاء في الرسالة أن مجلس الأمن، وفقًا للمادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة، "ملزم بالتحقق من وقوع عمل عدواني من قبل إسرائيل على سيادة إيران وسلامة أراضيها". وأضاف عراقجي: "نطلب رسمياً من مجلس الأمن أن يعترف بالكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية كجهات بادئة بالعدوان، وأن يتحملوا المسؤوليات القانونية، بما في ذلك دفع التعويضات وجبر الأضرار"، وفقًا لوكالة تسنيم الإيرانية.
وشدد عراقجي على أن هذه المطالب تمثل الحد الأدنى اللازم لضمان سيادة القانون الدولي، وخصوصًا التزام الدول بعدم الاعتراف بانتهاكات القواعد الآمرة في القانون الدولي. وأكد أن قيام مجلس الأمن بواجباته الأساسية في حفظ السلم والأمن الدوليين، كما هو منصوص عليه في المادة 24 من الميثاق، هو أمر لا يمكن التغاضي عنه أو إنكاره.
من جهة أخرى، نفى معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، ما أعلنه المسؤولون الأميركيون حول موعد المفاوضات مع إيران، موضحًا أن "لا موعد محدد حتى الآن، وما يُقال في هذا الصدد غير صحيح".
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، خلال زيارة موقع الهجوم الصاروخي الإيراني في بات يام قرب تل أبيب، أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدًا حقيقيًا يجب على المجتمع الدولي التصدي له. وقال ساعر إن "الاستراتيجية الإيرانية الهمجية في قصف المراكز السكانية بالصواريخ الباليستية هي جريمة حرب واضحة". وأضاف أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، اعترف مؤخراً بأن هذا كان الهدف من الهجمات.
وشدد ساعر على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات حاسمة بعد قرار إيران بوقف الرقابة والتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبراً ذلك استمرارًا للخداع والاستهزاء بالمجتمع الدولي.
يأتي ذلك في ظل مواجهات متصاعدة استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، شملت هجمات أميركية على منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، وردًا إيرانيًا على قواعد عسكرية في قطر والعراق دون تسجيل إصابات، تلاها إعلان مفاجئ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار.
وفي تعليق له الخميس الماضي، أكد عراقجي أن الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية الإيرانية كبيرة، بينما أعلن ترامب أن البرنامج النووي الإيراني تراجع "عقودًا".
وأوضح خبراء نوويون أن الضربات الأميركية دمرت مصانع التعدين الحيوية، ما أعاق قدرة إيران على تطوير نواة القنبلة النووية على المدى القريب، مع توقعات بأن إعادة بناء هذه المنشآت قد تستغرق سنوات.
الـــمــــزيــــــــــد
