عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته في استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، مؤكداً أن ملفي غزة وإيران سيكونان محور النقاش في اجتماعه المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، يوم الاثنين المقبل.
وخلال تصريحات أدلى بها اليوم الثلاثاء، أثناء مغادرته البيت الأبيض متوجهاً إلى مركز احتجاز للمهاجرين في ولاية فلوريدا، قال ترامب: "نتنياهو سيزور واشنطن قريباً، وسنناقش العديد من القضايا، بما في ذلك النجاح الكبير الذي حققناه في إيران". وأضاف: "سأكون حازماً مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة، وأعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الأسبوع المقبل".
من جهته، أكد نتنياهو أن زيارته إلى الولايات المتحدة تأتي استكمالاً لما وصفه بـ"الانتصار الكبير" على إيران، مشدداً على ضرورة استثمار هذا النجاح لتعزيز موقف إسرائيل إقليمياً ودولياً.
تأتي هذه التطورات بعد حرب شنتها إسرائيل، بدعم أميركي، على إيران في حزيران الماضي واستمرت 12 يوماً، استهدفت خلالها منشآت نووية وقادة عسكريين إيرانيين، فيما ردت طهران بضرب مواقع عسكرية واستخبارية إسرائيلية. وعلى إثر ذلك، هاجمت الولايات المتحدة منشآت إيرانية، زاعمة أنها "أنهت" برنامجها النووي، قبل أن يُعلن وقف لإطلاق النار في 24 حزيران الماضي.
وفي سياق متصل، كشفت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أن زيارة نتنياهو المقبلة ستكون الرابعة إلى واشنطن منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 تشرين الأول 2023، والثالثة منذ بدء ولاية ترامب الثانية في كانون الثاني 2025.
وأشارت الهيئة إلى أن ترامب يسعى للتوصل إلى "صفقة كبرى" تشمل إنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، وتعزيز مسار التطبيع بين إسرائيل ودول عربية.
وكانت حركة حماس قد أكدت مراراً استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. في المقابل، يصر نتنياهو على صفقات جزئية تتضمن شروطاً إضافية مثل نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، وسط استمرار العدوان على القطاع.
تُقدّر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينهم 20 أحياء، بينما يقبع أكثر من 10,400 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وفق تقارير حقوقية تشير إلى معاناة الأسرى من التعذيب والإهمال الطبي.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تشير الإحصاءات إلى نحو 190 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، مع تسجيل أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، فضلاً عن أوضاع إنسانية كارثية تشمل المجاعة وأزمات طبية قاتلة.