علق الخبير الروسي أليكسي أنبيلوغوف على التصعيد الأخير في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، التي نفذت في 22 حزيران الماضي، لم تحقق الأهداف المعلنة ولم تؤثر بشكل جوهري على البرنامج النووي الإيراني. وقال في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" إن نتائج الضربة كانت "مبالغًا فيها" ولم تصل إلى أعماق المنشآت تحت الأرض كما أُعلن.
وأوضح أنبيلوغوف أن المنشآت النووية الإيرانية، مثل مجمع نطنز وفوردو وأصفهان، تتمتع بحماية تحت الأرض قوية، وأن القنبلة الخارقة للتحصينات "جي بي يو -57" لا يمكنها اختراق الصخور بعمق يتجاوز 18 مترًا في أفضل الأحوال، وليس 60 مترًا كما يروج. وأضاف أن الإيرانيين تمكنوا بسرعة من ملء الحفر الناتجة عن الضربة، مما يدل على أن الضرر كان محدودًا ولم يصل إلى البنى التحتية الحيوية تحت الأرض.
وأشار الخبير إلى أن كمية اليورانيوم المخصب التي تمتلكها إيران تصل إلى أطنان عديدة، بمستويات تخصيب مختلفة بين 2% و60%، ما يعكس قدرة متقدمة في برنامجها النووي. كما أشار إلى أن أجهزة الطرد المركزي المتطورة في فوردو كانت فارغة وقت الضربة، مما يقلل من تأثير القصف على القدرة الفعلية للتخصيب.
وفيما يخص الإشعاعات، أوضح أن عدم وجود انبعاثات إشعاعية بعد الضربات يشير إلى أن الأضرار اقتصرت على المنشآت السطحية ولم تشمل المخازن التي تحتوي على اليورانيوم المشع. وأكد أن التلوث النووي المحتمل في هذه الحالة لا يضاهي الحوادث النووية الكبرى مثل تشيرنوبيل.
وذكر أنبيلوغوف أن الضربات ربما ألحقت ضررًا بأجهزة الطرد المركزي التي تعد حساسة، مما قد يعيق عمل البرنامج مؤقتًا، لكنه استبعد أن تؤدي إلى تدمير شامل أو تأخير طويل الأمد. كما لفت إلى أن إيران نقلت جزءًا من المواد والآلات إلى منشآت سرية أخرى، ما يصعب استهدافها.
وختم الخبير بالإشارة إلى أن البرنامج النووي الإيراني مستمر وبسرعة، مع آلاف العلماء والفنيين العاملين فيه، وأن اغتيال بعض الشخصيات البارزة لن يوقف المشروع، خصوصًا مع الفتوى الدينية التي تمنع إنتاج أسلحة نووية، والتي لا تزال سارية حتى الآن، مما يجعل إيران تكرر أن برنامجها سلمي.
تصريحات أنبيلوغوف تأتي في ظل استمرار التوترات حول البرنامج النووي الإيراني وتصاعد المواجهات الإقليمية، وسط محادثات دولية متعددة تحاول ضبط التصعيد ومنع توسع النزاع.