"ليبانون ديبايت"
ما جرى أمس تحت قبّة البرلمان يعبّر عن أزمة أعمق من مجرّد قانون سقط أو جلسة تأجّلت. فمن الساعة 11 صباحاً حتى الـ12، إنتظر النواب لبدء الجلسة، دون أن يكتمل النصاب، فأُطلقت النداءات: "اتصلوا بالنواب ببيوتهم ليحضروا"، وكأننا في مسرحية لا في سلطة تشريعية يفترض أنها تدير شؤون الناس!
وفي بعض القوانين المطروحة، كانت الحاجة إلى نصاب 65 نائباً، لكن الواقع أن النصاب كان غير متوفر، والمفارقة أن القوانين تُدرج وتُناقش ثم تُعلّق أو تسقط، فقط لأن الحضور النيابي انتقائي ومصلحي، لا ينطلق من واجب وطني أو التزام تشريعي.
ما يجري هو إهانة للدور النيابي وللثقة التي منحها الناس لممثليهم في البرلمان. فحين تُدار الجلسات بهذا الشكل، تغيب المصداقية وتتحوّل السلطة التشريعية إلى غرفة انتظار سياسية، لا إلى ورشة عمل وطنية.