استعرض موقع "ريسبونسيبل ستيتكرافت" كيف دفعت مصالح صناعة الأسلحة إدارة دونالد ترامب نحو ضرب إيران في حزيران 2022، مشيرًا إلى تأثير التغطية الإعلامية لقناة "فوكس نيوز" المؤيدة للحرب، والتي شارك فيها محللون مرتبطون بشركات دفاعية دون الكشف عن تضارب المصالح.
وأوضح التقرير، الذي ترجمته "عربي 21"، أن قرار ترامب بشن ضربات جوية على مواقع نووية داخل إيران في 22 حزيران، تأثر جزئيًا بالتغطية الإعلامية لقناة "فوكس نيوز"، حيث ظهر على شاشتها لعدة أيام عدد من الشخصيات المؤيدة للحرب، من بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد الإيراني المنفي رضا بهلوي، والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام.
ولفت التقرير إلى أن عددًا من ضيوف "فوكس نيوز" الذين دعوا لتصعيد الحرب مع إيران كانوا ممولين من شركات السلاح المستفيدة من الصراع، دون الإفصاح عن تضارب المصالح، وظهر هؤلاء الضيوف على شاشات البيت الأبيض مشيدين بالضربات الإسرائيلية ومطالبين بتدخل أمريكي أوسع.
وأشار إلى أن مايك غالاغر، النائب الجمهوري السابق وأحد موظفي شركة "بالانتير" التي توفر تقنيات متقدمة للدفاع، أشاد بالحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران عبر "فوكس نيوز"، مؤكّدًا أن الضربات أعادت البرنامج النووي الإيراني خطوات إلى الوراء، لكنها تمثل بداية لمواجهة متعددة المراحل تتطلب دعمًا أميركيًا مستمرًا لإسرائيل.
كما ذكر التقرير دور الجنرال المتقاعد جاك كين، المساهم في قناة "فوكس نيوز" وعضو مجلس إدارة شركة "جنرال ديناميكس" سابقًا، في دعم استخدام القنابل الثقيلة والطائرات في ضرب إيران، مشيرًا إلى أنه يتلقى تمويلًا لشركته من صناعة الدفاع.
وأوضح أن غواصة من طراز "أوهايو" التابعة لشركة "جنرال دايناميكس" شاركت في الهجوم الأمريكي على إيران بإطلاق أكثر من عشرين صاروخ توماهوك، مسببة أضرارًا كبيرة لقدرات إيران النووية، حسبما أفاد وزير البحرية جون فيلان.
كما ظهر المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية ديفيد بتريوس على قناة "فوكس نيوز" قبل وبعد الضربة الأمريكية، مؤكدًا أن الخيار أمام الرئيس هو إما التخلي الكامل عن البرنامج النووي الإيراني أو تدمير منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو، ويعمل بتريوس كمستشار لشركات دفاع واستثمار ذات علاقات بإسرائيل.
وذكر التقرير أن براين هوك، نائب رئيس الاستثمارات في شركة "سيربيروس كابيتال مانجمنت" المتخصصة في قطاع الدفاع، والقائد السابق لحملة الضغط الأقصى على إيران، ظهر على "فوكس نيوز" مطالبًا بتصعيد الحرب، علماً أن شركته تملك استثمارات في شركات أسلحة متقدمة وشركات تدريب عسكرية خاصة.
وأفاد التقرير أن بعض الأصوات المؤيدة للحرب على قناة "فوكس نيوز"، مثل شون هانيتي ومارك ليفين، ليست مرتبطة بصناعة الدفاع، لكن البعض الآخر لا يكشف عن مصادر تمويله، مشيرًا إلى مارك دوبوفيتز، مدير مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، التي تظهر بشكل متكرر على القناة وتطالب بتدمير المنشآت النووية الإيرانية، دون الكشف عن مصادر تمويلها.
وختم التقرير بالتذكير بأن المقاولين العسكريين لجأوا سابقًا إلى وسائل الإعلام للدفع نحو حروب أخرى، مثل غزو العراق في 2003، حيث ساهموا في حملة إعلامية مدروسة لدعم الحرب، وأوضح كيف ساعدت علاقاتهم وتقييماتهم في رفع قيمة شركاتهم العسكرية.
واختتم الموقع بالتساؤل عن المستفيد الحقيقي من هذه الحروب، في ظل استمرار تكرار أصوات مؤيدة لها في وسائل الإعلام، مما يطمس الحدود بين المصلحة العامة والخاصة.