في هذا السياق، يوضح الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان في حديث إلى "ليبانون ديبايت" جملة من المعطيات المتصلة بالموقف الإيراني، وتفاصيل الخيارات المطروحة حالياً للخروج من المأزق، ويقول: "إيران لا توافق من حيث المبدأ على تجميد تخصيب اليورانيوم أو نقله خارج أراضيها، معتبرة أن هذه قضية تتعلق بـ"السيادة الوطنية"، لكنّ ثمة مقترحات يُعمل عليها حالياً، أبرزها اثنان، أولاً، تشكيل كونسورتيوم دولي يشرف على التخصيب داخل إيران، وثانياً، توزيع آلية التخصيب بين الداخل الإيراني وبعض المواقع في الخارج، وهو ما يشير إلى انفتاح حذر على حلول وسط. وفي ما يتعلق بالمفاوضات النووية".
ويؤكد شومان أن "قنوات الحوار لم تُقفل تماماً من الجانب الإيراني، حتى خلال فترة الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً، لكن طهران ترفض العودة إلى طاولة التفاوض تحت التهديد العسكري، وتنتظر إجابة واضحة عن سؤال جوهري: هل تبدأ المفاوضات من حيث توقفت قبل الحرب، أم أن واشنطن تسعى لفرض شروط جديدة انطلاقاً من موازين القوى التي أفرزها العدوان المشترك الأميركي – الإسرائيلي؟".
ويلفت إلى أن "غياب الرد الأميركي على هذا السؤال هو أحد أبرز أسباب تعثّر العودة إلى الحوار، إلى جانب الرفض الإيراني لأي مسار تفاوضي يتم تحت الضغط أو التلويح بالقوة. أما عن احتمال تجدد العدوان على إيران، فيرى شومان أن هذا احتمال وارد، وإن لم يكن مؤكداً، في ضوء التصريحات الإسرائيلية المتكررة التي لم تستبعد إعادة الهجوم، وكذلك تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكنه شدد على أن هذا الاحتمال يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصير المفاوضات ومساراتها المستقبلية".