المحلية

الاثنين 07 تموز 2025 - 06:39

الموقف الأميركي والإسترسال بسيناريوهات "الإنتحار" 

الموقف الأميركي والإسترسال بسيناريوهات "الإنتحار" 

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد


تزدحم المؤشرات الدبلوماسية على الساحة الداخلية وتُنبىء بموقفٍ لبناني واضح من ورقة الموفد الأميركي توم برّاك، تمّ إنجازه وطبخه في اللجنة "الرئاسية"، وبالتشاور مع قيادة "حزب الله"، التي عرضت صراحةً ما هو مقبول لديها وما هو مرفوض بحزم ومهما كان الثمن، من دون إقفال باب الحوار مع الدولة حول الإستراتيجية الدفاعية، بعد انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس المحتلة وانطلاق عجلة البناء وإعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي.


لكن ما ليس واضحاً اليوم في العنوان المطروح أي تنفيذ اتفاق وقف النار وتسليم سلاح الحزب للشرعية اللبنانية، هو الموقف الأميركي الذي لا يكتنفه أي التباس ويكرّره بشكل يومي الموفد الأميركي سواء عبر التغريدات أو عبر الرسائل الدبلوماسية التي وصلت قبله إلى لبنان.


والحديث قائم في الكواليس الدبلوماسية، عن خيارات لبنان والحزب، بالنسبة للإقتراح الذي كان سلّمه برّاك إلى الرؤساء الثلاثة، من أجل الحصول على "تعليقاتهم"، وليس على "ردّ" في ملف حصر السلاح بيد الدولة، وبمعزلٍ عن كل التأويلات والتفسيرات "المضخّمة" التي أضفاها بعض الداخل على العملية، بحيث بادر كل طرفٍ يسعى إلى توظيف "ورقة برّاك" في بازار المصالح السياسية الداخلية، من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب تحت عنوان تطبيق اتفاق وقف النار، والإلتزام بقرارات الشرعية الدولية وبسط السلطة اللبنانية على الأراضي اللبنانية كافةً من دون استثناء، وبشكلٍ متساوٍ ما بين جنوب وشمال نهر الليطاني.


فالتعليقات اللبنانية على الورقة الأميركية هي للحزب، بينما الموقف الرسمي ما زال طي الكتمان باستثناء ما تسرّب منه في الأيام الماضية. ومن الثابت والمعلوم أن الحزب حدّد مرحلتين لتنفيذ المطلوب اليوم، الأولى تتضمن شروطاً ينبغي تنفيذها أميركياً وإسرائيلياً قبل أن يوافق على أي بحث بحصرية السلاح وعبر حوار داخلي حصراً، ولا نقاش ما لم تنسحب إسرائيل من النقاط الخمس التي تسيطر عليها، وما لم توقف ضرباتها اليومية وتتحقّق إعادة إعمار القرى المدمّرة وعودة أهلها إليها. أما المرحلة الثانية، فهي تشمل الإستراتيجية الدفاعية عبر نقاش مفتوح بين الأفرقاء الدولة والحزب.


حتى الساعة، "هذا هو جواب الحزب لكي يلتزم الإبتعاد عن منطقة جنوب الليطاني"، تقول مصادر ديبلوماسية واسعة الإطلاع، بعد ذلك، سيكون الردّ الرسمي هو النقطة المفصلية ومحور السيناريو الذي ستكون عليه الصورة في لبنان، داخلياً على المستوى السياسي، وعسكرياً على مستوى الساحة الجنوبية.


فالمسؤولية الرئيسية تقع على لبنان بالدرجة الأولى، وموفد واشنطن سيستمع إلى ما سيطرحه من ملاحظات وما سيحدّده من خطوات لتنفيذ مضمون هذه الورقة، المدعومة محلياً وخارجياً، من أجل وقف الحرب وإلغاء ظروفها ومسبّباتها وأبرزها سلاح الحزب. ولذا، لا تعلّق المصادر الدبلوماسية، الكثير من الأهمية على ما سيحصل في الساعات المقبلة، وترفض كل التهويل الداخلي حول "انتحار" أو حول عودة الحرب أو الحرب الأهلية.


وتجدّد المصادر حديثها عن "الضغوط القصوى" الأميركية التي ستعود إلى الواجهة، والتي لن تقتصر على التلويح بترك لبنان يواجه منفرداً الضربات الإسرائيلية، بل قد تصل إلى حدود التهديد بتجميد كل عمليات الدعم المالي من المؤسسات الأميركية، وحتى من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي أو الأمم المتحدة، وصولاً إلى عدم التجديد لقوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب في 29 آب المقبل.


والإتجاهات الأميركية، بحسب المصادر الدبلوماسية، قد لحظت تبديلاً في الأولويات، وهو ما تعكسه المواقف الإسرائيلية من جهة والأميركية من جهةٍ أخرى، وبنود ورقة برّاك، التي تختصر الملف اللبناني بكلمتي الإصلاح والسلاح، من دون أي إشارة تسمح بفتح نافذة للتفاوض مع لبنان أو ضمناً مع الحزب حول مرحلة أولى أو مرحلة ثانية، كون المفاوضات مخصّصة فقط للملف النووي الإيراني، ولأن واشنطن تريد من أي تفاوض مرتقب مع طهران، الإطلاع على حجم الضرر الذي أصاب برنامجها النووي وليس مناقشة ملف سلاح "حزب الله" في لبنان.


 بالمقابل، ترفض المصادر، أي استرسالٍ في السيناريوهات المتداولة حول اليوم التالي، مشددةً على أن الموقف الأميركي ثابت ولن يتغيّر سواء بالنسبة للبنان أو بالنسبة لسوريا أو لإسرائيل، لكنها تكشف عن معطيات جديدة قد تبرز بعد زيارة بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، والتي لن تخلو من التحديات في العديد من المجالات، وهي باتت معلومة من كل اللبنانيين وتتكرّر عبر التصريحات اليومية الصادرة عن برّاك، وذلك قبل أن يتحدث مجدداً خلال جولاته على المسؤولين اللبنانيين في الأيام المقبلة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة