تشهد أروقة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجواءً متوترة وسط اتهامات متزايدة بتدخل زوجته، سارة نتنياهو، في شؤون الموظفين، ما أدى إلى سلسلة استقالات وإقالات أثّرت على استقرار المكتب وأداءه.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" وصفت المكتب بأنه "وكر دبابير" بسبب النزاعات المتكررة التي تشهدها الإدارة، حيث تلعب سارة دورًا غير رسمي لكنه محوري في إدارة الأمور، ما ينعكس على قرارات الإقالات والاستقالات داخل الطاقم. ويُعتبر رئيس ديوان نتنياهو، تساحي بروفرمان، الشخصية الأقوى في المكتب، وهو مقرب من سارة ويتولى مهام إخماد "الحرائق" المرتبطة بها.
من أبرز هذه الأزمات، كانت إقالة مدير المكتب السابق، يائير كاسبريوس، في مارس 2024، إثر خلافات حادة مع سارة نتنياهو، بعد أن زُعمت تسريبه رسائل نصية أثارت أزمة ثقة. رغم نفي كاسبريوس، فإن سارة أصرت على استبعاده، وأُخضع لتحقيق داخلي رغم استمرار تقاضيه راتبه، إلا أن التحقيق أُغلق لعدم وجود أدلة.
وفي تحركات أخرى، أُبعد المدير العام السابق للمكتب، يوسي شيلي، إلى أبو ظبي كالسفير الإسرائيلي لدى الإمارات، بعد انتقادات لسارة تجاه أدائه، وحلّت مكانه دروريت شتاينمتس، المقربة جدًا من آل نتنياهو.
أحدث الاستقالات كانت لمتحدث المكتب، عومر دوستري، الذي أُقال فعليًا رغم النفي الرسمي، بعد خلافات مع سارة نتنياهو بشأن أدائه، خاصة وأنها اعتبرته "متحدثًا باسمها" رغم مساعدته لها. وأُضيف إليه لاحقًا متحدث جديد، زيف أغمون، المحامي الموثوق من العائلة، والذي يُعد "الرجل نعم" لسارة، الأمر الذي تسبب بتفاقم الخلافات.
المصدر المطلع كشف أن وجود متحدثين اثنين في المكتب تسبب بفوضى وصعوبة في العمل، وانتهى الأمر باتفاق دوستري ونتنياهو على رحيله، حيث حُذف اسمه فجأة من قائمة السفر إلى واشنطن، في خطوة غير معتادة توضح حجم التوتر.
رد مكتب رئيس الوزراء جاء سريعًا لنفي أي دور لسارة في إقالة دوستري، واعتبر الاتهامات "تحريفًا للواقع وتضليلاً للرأي العام"، مؤكدًا أن القرار اتُخذ بتنسيق بين رئيس الوزراء ورئيس الطاقم والمتحدث نفسه.
يُشار إلى أن تعيينات نتنياهو تعتمد بشكل كبير على الولاء أكثر من الكفاءة، إذ يلاحظ غياب الخبرة الإعلامية لدى بعض المستشارين، في ظل بقاء عدد قليل من الأكفاء الحقيقيين مثل أوفيك فالك. أما المناصب الشاغرة، فتكشف عن صعوبة في إيجاد بدلاء مهنيين، كما هو الحال في رئاسة جهاز الإعلام الوطني الذي بقي بلا مدير منذ أكثر من عام في ظل الحرب القائمة.
من جهة أخرى، تقلصت دائرة المقربين من نتنياهو بعد إبعاد مستشاره يوناتان أوريخ، المتورط في قضايا جنائية مرتبطة بقطر، ما أثر على الاستراتيجية الإعلامية.
حاليًا، يتولى مسؤول "النيو ميديا" طوباز لوك، العودة إلى صفوف الليكود لمساندة نتنياهو إعلاميًا خلال زيارته إلى واشنطن، إلى جانب عوفر جولان، اللذين يُتوقع أن يتحملا مسؤوليات دعم الإعلام والناطقية بدلًا من أغمون.