قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الهجمات التي ينفّذها المستوطنون اليهود ضد بلدات فلسطينية في الضفة الغربية لا تُعدّ إرهاباً، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الاعتقال الإداري سيبقى مخصصاً للفلسطينيين فقط، ولن يُطبق على اليهود.
وجاءت تصريحات كاتس خلال إحاطة صحافية، اليوم الإثنين، استعرض فيها ملامح ما تُسمى بـ"خطة اليوم التالي" في غزة، بالإضافة إلى تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على إيران في حزيران الماضي، والتطورات على مختلف الجبهات، من لبنان إلى اليمن.
قال كاتس إن الجيش الإسرائيلي يسيطر حاليًا على 70% من مساحة قطاع غزة، وإن إسرائيل ستبقي على وجودها العسكري في هذه المناطق حتى يتم استعادة جميع الرهائن، مؤكداً أن خطة "اليوم التالي" تتضمن إنشاء مجمّع مدني كبير جنوب محور موراغ، بهدف فصل المدنيين عن مقاتلي حماس.
وأشار إلى أن النقاش لا يزال جارياً بشأن الجهة التي ستتولى إدارة هذا المجمّع، مع محاولات لإشراك جهة دولية في عمليات التنسيق والإشراف، بينما يبقى الجيش الإسرائيلي مسؤولاً عن "الحماية من بعيد"، من دون تولي إدارة مباشرة.
وكشف الوزير عن خطة لإقامة ما أسماها "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح، تستوعب نحو 600 ألف فلسطيني معظمهم من منطقة المواصي، بعد إخضاعهم لفحوص أمنية مشددة، قائلاً:
"لن يُسمح لهم بمغادرتها، والجيش لن يدير المدينة بل سيحميها من الخارج".
كما أشار إلى نية إسرائيل تشجيع الهجرة الطوعية من قطاع غزة، كاشفًا أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يبحث عن دول يمكن أن تستقبل الغزيين.
وفيما يتعلّق بالضفة الغربية، قال كاتس بوضوح إن "إشعال بلدات فلسطينية على يد يهود لا يُعتبر إرهاباً"، مشيرًا إلى أن الشرطة هي المسؤولة عن تطبيق القانون، وأن الحكومة لا تنوي إلغاء أوامر الاعتقال الإداري بحق الفلسطينيين، لكنها لن تصدر أوامر مماثلة بحق المستوطنين.
وفي ملف المساعدات الإنسانية، قال كاتس إن وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش لم يعارض المساعدات من حيث المبدأ، لكنه رفض أن تمر عبر حماس، مؤكدًا دعمه لرئيس الأركان إيال زامير، قائلاً:
"الجيش ليس طرفًا في الجدل السياسي، ومهمته فقط تأمين المجمعات المدنية".
أما في ما يخصّ الهجوم الذي شنّته إسرائيل على إيران ليلة 12 حزيران الماضي، فكشف كاتس أن التخطيط للعملية بدأ منذ تشرين الثاني 2024، ضمن عملية معقّدة حملت أسماء رمزية مثل "نارنيا"، "هيلا" و"تورنادو".
وقال إن سلاح الجو لعب دورًا حاسمًا في تنفيذ الضربات، التي استهدفت منظومة القيادة والسيطرة الإيرانية، وأدّت إلى تعطيل قدرة طهران على الرد السريع. وزعم كاتس أن الهجوم نجح في "إحباط هجوم إيراني كبير كان وشيكًا"، كما استهدفت الضربة قيادات بارزة، بينهم قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.
وأضاف أن برنامج إيران النووي تعرّض لضربة مؤلمة، لكن ما يقلق إسرائيل الآن هو برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، أكثر من النووي.
وفي سياق التوترات الإقليمية، قال كاتس إن إسرائيل لا تسعى لتجديد المواجهة مع حزب الله في لبنان، لكنها تبقي على درجة عالية من الجاهزية، وإن الجيش الإسرائيلي أحبط خلية إيرانية في سوريا مؤخراً، ما يبرّر استمرار الوجود العسكري هناك.
أما على الجبهة اليمنية، فكشف كاتس عن هجوم جديد نفّذته إسرائيل ضد مواقع للحوثيين الليلة الماضية، مشددًا على أن تل أبيب لن تقبل بحرب استنزاف، مشيرًا إلى أن الضرر الحالي للحوثيين "اقتصادي بالدرجة الأولى".
وفي ما يتعلّق بالتنسيق مع الولايات المتحدة، قال كاتس: "نحن لا نربط بين واشنطن والحوثيين، لكننا ننسّق مع الأميركيين حيث تدعو الحاجة".