زار المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا والسفير السابق إلى تركيا، توماس باراك، اليوم الثلاثاء، منطقة جنوب الليطاني في لبنان، في جولة ميدانية أعقبت سلسلة لقاءات سياسية وأمنية رفيعة في بيروت، وفق ما أفادت مصادر لقناة "العربية".
وخلال جولته، أثنى باراك على جهود الجيش اللبناني المنتشر جنوب الليطاني بموجب القرار 1701، مثنياً على "المهنية العالية والانضباط" في التعامل مع الواقع الأمني في تلك المنطقة، التي تشكّل بؤرة التوتر الأبرز بين لبنان و"إسرائيل".
وكان باراك قد أعلن، امس الإثنين، من بيروت، رضاه حيال الرد اللبناني الرسمي على المطالب الأميركية بشأن نزع سلاح حزب الله. وقال في مؤتمر صحافي عقب لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا: "أنا ممتن للرد اللبناني... الرد مدروس وموزون. ما قدمته لنا الحكومة كان رائعاً، وفي وقت قصير جداً وبطريقة معقدة جداً. أشعر برضا لا يُصدق حيال هذا الرد".
وأشار باراك إلى أن الولايات المتحدة تعمل حالياً مع السلطات اللبنانية على "وضع خطة للمضي قدماً"، مشدداً على أهمية "الحوار لتفكيك القضايا العالقة"، ولا سيّما ما يتعلّق بسلاح حزب الله.
وأضاف: "نحن الآن بحاجة للعمل على التفاصيل، وهذا ما سنقوم به. كلانا ملتزم بالتوصل إلى حل... وأنا متفائل جداً جداً".
لكن باراك، في المقابل، حذر من أن "لبنان سيتخلف عن ركب التغيير في المنطقة إذا لم يتحرك في الاتجاه الصحيح"، في إشارة إلى التحوّلات السياسية التي تشهدها بعض الدول العربية في علاقاتها مع إسرائيل.
من جهتها، أعلنت الرئاسة اللبنانية في منشور على منصة "إكس" أن الرئيس عون قدّم للمبعوث الأميركي "أفكاراً لبنانية لحل شامل"، ضمن رد متكامل على الطروحات الأميركية، يشمل "حصر السلاح بيد الدولة"، وتثبيت وقف إطلاق النار القائم منذ تشرين الثاني 2024.
ويُعد ملف سلاح حزب الله أحد أكثر الملفات تعقيداً في السياسة اللبنانية، وسط ضغوط متزايدة من الإدارة الأميركية لربط أي دعم للبنان بخطة واضحة لنزع السلاح، أو على الأقل احتوائه ضمن هيكلية الدولة.
وكان باراك قد سلّم، خلال زيارته السابقة إلى بيروت في حزيران الماضي، رسالة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تطلب التزاماً لبنانياً واضحاً بشأن نزع سلاح الحزب، لا سيّما بعد الخسائر التي مُني بها في المواجهات الأخيرة مع إسرائيل.
ووفق مصادر دبلوماسية، فإن الرد اللبناني تضمّن 15 نقطة، أكّدت بمجملها التزام لبنان "بالمعالجة السياسية المتدرّجة، وفق آلية سيادية تحفظ الاستقرار وتراعي التوازنات الداخلية".
وتُعدّ زيارة باراك وجولته في الجنوب بمثابة اختبار جديد لمدى استعداد لبنان الرسمي للسير في تسوية شاملة، تشمل وقف النار، ترسيم الحدود، وتنظيم وضع السلاح غير الشرعي.