المحلية

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 08 تموز 2025 - 17:20 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

رسائل مشفرة في كلام برّاك... ومشروع كامل يُدار من الخارج لضرب البنية الوطنية!

رسائل مشفرة في كلام برّاك... ومشروع كامل يُدار من الخارج لضرب البنية الوطنية!

"ليبانون ديبايت"

تساؤلات كثيرة أحاطت بموقف حزب الله من الكلام الصادر عن الموفد الاميركي توم برّاك ، فهل كان كلاماً صحيحاً أم انه مرّر رسائل مشفرة في كل تعبير دبلوماسي اختاره للحديث عن الحزب والسلاح والانسحاب الاسرائيلي؟

ورأت مصادر مقرّبة من حزب الله أن ما يجري اليوم على الساحة السياسية ليس معزولًا عن السياق الأوسع الذي تديره الولايات المتحدة، الراعي الأساسي لعدة كيانات في المنطقة، والتي وإن ادّعت الحياد، تمارس ضغوطًا ممنهجة تخدم المصالح الإسرائيلية في الدرجة الأولى. ولفتت المصادر إلى أن واشنطن تعتمد أحيانًا خطابًا تصعيديًا، وأحيانًا آخر لغة مرنة، تبعًا للموقف والمصلحة، لا لمعايير ثابتة.


وأكدت المصادر أن التنسيق الرسمي اللبناني ساهم فعليًا في تفعيل العديد من الخطوات، ما يدلّ على أن اللبنانيين، حين يتوحدون خلف موقف وطني جامع، يسقطون كل الحجج التي تبرر لإسرائيل اعتداءاتها، لا سيما تلك التي تدّعي أن السبب هو سلاح المقاومة. وشددت المصادر على أن الجميع، بما فيهم الأميركيون، يدركون أن القرار 1700 مرتبط بجنوب لبنان، وليس بجدل داخلي حول المقاومة، كما يحاول البعض تصويره.


ووفق المصادر نفسها، فإن هناك من يعمل اليوم على توسيع إطار النقاش الداخلي بهدف تقديمه إلى الخارج على أنه خلاف لبناني حول الثوابت، بينما الواقع أن التفاهم الوطني ما زال قائمًا، ويجب البناء عليه، لا استخدامه منصة لتغذية الانقسامات.


وأضافت المصادر أن حزب الله كان ولا يزال من دعاة الحوار، وأنه لطالما استجاب لأي دعوة صادقة بهذا الاتجاه، كما حصل حين دعا النائب سليمان فرنجية للحوار، حيث شارك الحزب بنية الانفتاح: إما أن يُقنع أو يُقنع، وكذلك حين تمّ الحوار مع الرئيس ميشال عون، والذي تُوّج بتفاهمات فتحت الباب أمام مشاركة وطنية فاعلة، شملت دخول الحكومة والموافقة على بيانها الوزاري.


وأشارت المصادر إلى أن اللبنانيين قادرون، عبر التفاهم الداخلي، على بناء موقف موحد يحصّنهم من أي رهان خارجي على الانقسام، لأن العدو لا يراهن فقط على سلاح أو موقف، بل على ثغرات داخلية، وأصوات قد تبرر له ما لا يمكن تبريره.


وحول ما يُطرح عن توصيف حزب الله كحزب سياسي، شددت المصادر على أن الحزب لا ينتظر من الأميركيين أو سواهم أن يمنحوه هذه الصفة، فحزب الله هو أكبر كتلة نيابية منتخبة ، وله تمثيل واسع في البرلمان، وهو جزء فاعل من الحكومات المتعاقبة، بشهادة تجربته الوزارية التي أثبتت كفاءة عالية يشهد لها الجميع.


واعتبرت المصادر إلى أن الحزب هو مكوّن أساسي في الحياة السياسية اللبنانية، يمارس دوره الطبيعي، وله تحالفات وحوارات وتواصل دائم مع مختلف القوى، ويمثل شريحة واسعة من الشعب اللبناني، وهذا الوجود لا يحتاج إلى اعتراف خارجي بقدر ما هو معطى وطني نابع من الإرادة الشعبية.


وأوضحت المصادر أن ما جرى خلال الغارات الاسرائيلية الاخيرة على الضاحية الجنوبية، والتي ادت الى الضغط على الجيش الخروج من المكان المستهدف لعدم كشف زيف الادعاءات الاسرائيلية، وهو ما يكشف حقيقة الموقف الأميركي من آلية "الميكانيزم"المفترض أن يكون رادعًا لأي تصعيد. وأضافت: “عندما يقول الأميركي إن الميكانيزم لم ينجح، فالسؤال هو: من الذي أفشله؟ بالتأكيد ليس الجيش اللبناني، الذي تحرّك ضمن إمكانياته المحدودة لحماية اللبنانيين من الاعتداءات الإسرائيلية. بل إن هذا الجيش يُمنع أحيانًا من القيام بمهامه الكاملة، كما حصل حين مُنع من سحب جثامين الشهداء أو إنقاذ من كانوا يُستهدفون تحت القصف الإسرائيلي”.


وتابعت المصادر: "الميكانيزم الذي يُفترض أن يتضامن فيه الأميركي والفرنسي ويؤديا دور الضامن، لم يحرّك ساكنًا، وهذا هو الخلل الحقيقي. لأن المشكلة ليست في آلية مبدئية، بل في إرادة الطرف الذي يفترض أن يفعّلها. فالإسرائيلي لا يريد ميكانيزم ولا يريد تهدئة، بل يسعى إلى استكمال عدوانه وأدواته واستهدافاته، بينما الأميركي يرمي المشكلة على غيره".


وأشارت إلى أن الميكانيزم، كما طُرح سابقًا، يقوم على مبدأ أنه إذا شعر أحد الطرفين الموقّعين على تفاهم ما بوجود تهديد، عليه إبلاغ الجهة الضامنة، التي بدورها تتحقق من الوضع وتسعى إلى إزالة التهديد. وإذا لم تُفلح في ذلك، يُصبح للطرف المتضرر حق الدفاع عن نفسه. وتساءلت: "أين طُبّق هذا المبدأ؟ هل تم تفعيل هذا الميكانيزم؟ هل أوقِف العدوان؟".


وشددت المصادر على أن إسرائيل تحاول تبرير اعتداءاتها وجرائمها على أنها تقع ضمن هذا "الميكانيزم"، متسائلة: "أي منطق يبرر تدمير البيوت الجاهزة التي لجأ إليها الناس بعدما فقدوا منازلهم؟ هؤلاء يعيشون في أرضهم، في قراهم، بكرامتهم. ليسوا غرباء ولا لاجئين. لماذا يُهجّرون مرة جديدة؟ هذا قرار إسرائيلي واضح: منع عودة الحياة إلى الجنوب وإبقاء الأرض خاوية، وهذه سياسة مبيتة لها أبعادها السياسية والديموغرافية".


وأنهت المصادر بالقول: "المشكلة ليست بنقص في وعي اللبنانيين، بل في وجود مشروع كامل يُدار من الخارج، يحاول ضرب البنية الوطنية وصمود الناس، عبر أدوات أمنية وعسكرية وإعلامية متكاملة".


تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة