تواصل إسرائيل دراسة عدة سيناريوهات لوقف الهجمات الصاروخية والجوية بالطائرات المسيّرة التي تنفّذها جماعة الحوثي من اليمن، في ظلّ استمرار التوترات الإقليمية الناجمة عن الحرب على غزة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر سياسية إسرائيلية، أن السيناريوهات المطروحة تشمل خيارات دبلوماسية وعسكرية، أبرزها التوصل إلى ترتيب مع حماس أو إيران يؤدي إلى وقف الهجمات، سواء بشكل مباشر أو ضمني، أو مواصلة الضربات العسكرية ضد الحوثيين بهدف إنهاكهم تدريجياً، أو محاولة تحفيز الحكومة اليمنية لاتخاذ خطوات ضد الجماعة، رغم محدودية حظوظ نجاح هذا المسار.
يُجمع عدد من المسؤولين الإسرائيليين على أن السيناريو الأقرب للتحقق هو التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة، ما يُفقد الحوثيين مبرّرهم العلني للاستمرار في استهداف إسرائيل.
وكان المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، قد أعلن مراراً أن الهجمات التي تنفذها الجماعة تأتي "نصرة لغزة"، وسبق أن توقفت هذه الهجمات خلال فترات التهدئة أو تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
لكن الشكوك داخل إسرائيل تتزايد بشأن إمكانية التعويل على هذا المعطى وحده. ونقلت "هآرتس" عن مسؤول أمني قوله: "الحوثيون قالوا إنهم سيتوقفون إذا انتهت الحرب على غزة، لكنهم ليسوا مثل حزب الله... لا يتحركون دائماً على أساس منطق محسوب".
وتخشى إسرائيل أن تتجدد الهجمات من اليمن في أي وقت، خصوصاً إذا اندلعت مواجهات في الضفة الغربية أو تصاعدت التوترات في القدس، لا سيما في محيط المسجد الأقصى.
في موازاة ذلك، يعتقد بعض المسؤولين في تل أبيب أن التفاهم مع إيران، في إطار الحوار غير المباشر الذي تقوده الولايات المتحدة، قد يُسهم في كبح هجمات الحوثيين، نظراً لارتباط الجماعة الوثيق بطهران.
ومع ذلك، لا توجد حتى الآن مؤشرات إلى ضمان التزام الحوثيين بأي اتفاق محتمل مع إيران، كما أن توقيت أي اتفاق مماثل يظل غير واضح أو قابل للتحديد.
في هذه الأثناء، تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات استخباراتية وضربات جوية ضد أهداف مرتبطة بالحوثيين في اليمن، في محاولة لاحتواء التهديد المتزايد من الجنوب.