"ليبانون ديبايت"
الإمتنان اللافت الذي عبّر عنه أكثر من مرة الموفد الأميركي توم برّاك، بالنسبة لجدّية وسرعة المسؤولين في التجاوب مع مقترحاته حول السبل الضرورية لتكريس واقع التهدئة وقطع الطريق على أي عدوان إسرائيلي جديد، لم يخرج عن سياق الكلام الدبلوماسي، إلاّ أنه يحمل الكثير من التأويلات والإحتمالات، ويُنبىء باستمرار مرحلة حَبس الأنفاس على الساحة الداخلية، وربما لفترة طويلة، بالنسبة لردّ واشنطن، التي تلقّت الموقف اللبناني، وهو قيد النقاش ما بين الرئيس دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، اللذين اجتمعا للمرة الثانية خلال 24 ساعة.
فهل تجاوز لبنان قطوع التصعيد الإسرائيلي الذي كان سبق وصول برّاك إلى بيروت؟ عن هذا السؤال، يجيب الكاتب والسياسي والمحلّل غاصب المختار، الذي يجد أن إسرائيل واصلت اعتداءاتها، حتى خلال زيارة الموفد الأميركي للبنان، بدلالة الغارة على منطقة العيرونية، التي اعتبرها النائب فيصل كرامي، رداً إسرائيلياً أولياً على الردّ اللبناني على ورقة برّاك بخصوص موضوع السلاح.
وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، يلفت المحلّل المختار، إلى أن أياً من المسؤولين لم يذكر علناً، لا خلال جولة برّاك في اليوم الأول أو في لقاءاته بالأمس، كيف سيتمّ التعاطي مع تصاعد العدوان الإسرائيلي وفشل لجنة الإشراف الخماسية على تنفيذ وقف إطلاق النار، أو ما هو البديل الفوري الذي قد يكون اقترحه برّاك أو طلبه منه المسؤولون اللبنانيون، بانتظار البتّ النهائي في واشنطن بالردّ اللبناني على الضمانات التي طلبها "حزب الله" الذي أعلن أن لا بحث بملف السلاح من دونها.
ورداً على سؤال عن زيارة برّاك للجنوب، يقول المختار إنها طبيعية وبمثابة معاينة عن قرب للوضع عند الحدود، معرباً عن أمله في أن يكون "اطّلع عن كثب على ما فعله الإحتلال الإسرائيلي خلال فترة وقف النار، من قتل وتدميرٍ زاد الأعباء على لبنان، وكيف يعرقل الإحتلال استكمال انتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، وكيف يمنع عودة المدنيين إلى قراهم".
ويؤكد المختار، أن كل هذه الممارسات الإسرائيلية، تتمّ برضىً أميركي واضح ومكشوف، بدليل غياب رئيس لجنة الإشراف على وقف النار الجنرال الأميركي مايكل ليني غياباً تاماً عن الصورة منذ تسلّمه مهامه.