في هذا الإطار، يستبعد الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير في حديث إلى "ليبانون ديبايت" هذا الأمر في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وفي ظل الخلاف الإيراني الأميركي، فمن غير المرجح أن يحصل تواصل مباشر بين الحزب والأميركيين، لكن يمكن أن يكون هناك تواصل غير مباشر عبر موفدين، ففي العادة هناك أشخاص يحملون رسائل، لكن اللقاء المباشر فهو أمر مستبعد.
ويلفت إلى أن الرئيس نبيه بري يجري اتصالات غير مباشرة بين الطرفين، ويوضح أنه في حال أراد الأميركي تقديم أي عرض فيمكن إرسال هذه العروض عبر شخصيات معينة، وليس بالضرورة أن يكون اللقاء مباشرًا، لا سيما أن الولايات المتحدة تصنف حزب الله منظمة إرهابية فلا يمكن أن تجلس معه إلا في حال إجراء مفاوضات على مستوى متقدم.
أما فيما يتعلق برد برّاك على ما سمعه من الرؤساء، فيعتبر أن برّاك قدّم قراءة واقعية ومنطلقة من معطيات وتحدث بكلام واقعي، وبرأيه كان إيجابيًا بغض النظر عن عدم الثقة بالأميركي بشكل عام.
ويلفت إلى أن برّاك قدم مقاربة موضوعية للدور الذي يلعبه حزب الله في لبنان ومقاربة موضوع السلاح، وهي مقاربة برسم اللبنانيين عندما قال إن الأميركي لا يمكن أن يحل محل اللبنانيين في معالجة الموضوع، فهذا يحتاج إلى حوار وعلاج داخلي، معترفًا بأنه حزب سياسي وله حضوره في البلد، ويعتبر أنها مقاربة إيجابية، ولكنه لا يستطيع أن يتبصر بما يقف خلفها، فلا يمكن الحكم على النوايا في السياسة بل الحكم يكون على المواقف والأفعال.
ويرى أن المواقف حاليًا إيجابية، ولكن هل تتحول إلى أفعال عبر لقاءات مباشرة أو عروض، فكل شيء وارد، لأنه في السياسة ليس من أمر مستبعد، مذكّرًا أن الرئيس السوري أحمد الشرع كان مصنفًا إرهابيًا فأصبح اليوم بطلًا، وكذلك منظمة التحرير كانت إرهابية وأصبحت قائدة للسلام، فمع الأميركي ليس من أمر مستبعد، لا سيما أن ما يحكمه هو مصالحه.
وفيما يتعلق بالرد اللبناني، ينوه بالموقف اللبناني الموحد ولقي صدى إيجابيًا لدر الموفد الأميركي، أما عن الموقف الإسرائيلي فيجب الانتظار فهذا العدو لا يعجبه أي رد ويواصل تصعيده العسكري، أما الموقف الأميركي المعلن فهو إيجابي.
ويكرر أنه يستبعد حصول لقاءات مباشرة بين الحزب والموفد الأميركي، ولكن من الممكن أن يتم ذلك عبر وسطاء.