"ليبانون ديبايت"
لا تزال الساعة اللبنانية معلقة على انتظارات ومواعيد خارجية مرتبطة بالتحولات والإستحقاقات وصراعات المنطقة إلى الأجندات الأميركية والأوروبية، ومن دون أن يكون لديه بالمقابل استراتيجيةً خاصة به أو خطةً واضحة بعمليتي الإصلاح وحصرية السلاح، بمعنى أن لا يكتفي اللبنانيون بالعناوين والثوابت، عوضاً عن استراتيجية واضحة كان من المفروض أن يقدموها للموفد الأميركي توم برّاك، الذي لم يتوان عن وصف أداء اللبنانيين ب"لعب طاولة الزهر بينما هو يواجههم بالشطرنج".
سفير لبنان الأسبق في واشنطن رياض طبارة قرأ في هذه المقاربة، تعبيراً صريحاً بأن "المسألة معقدة أكثر بكثير ممّا يعتقده اللبنانييون، وبأن ما يجري ليس لعبة زهر بسيطة بل هي لعبة تتطلب التفكير والعمق، وبالتالي التأكيد بأن "الكلام المعسول لا يعني أنهم أنجزوا مهمتهم، بل من الضروري مقاربة الملفات بجدية وليس على الماشي عبر الإنشاءٍ وإعلان النوايا فقط".
وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، يشير السفير طبارة إلى أن كلام برّاك الذي أتى في اليوم الثاني لزيارته، يتضمن محاولةً واضحة ل"فرملة المبالغة اللبنانية في إشاعة المناخات الإيجابية" حول الموقف الأميركي الذي عبّر عنه في اللقاءات التي قام بها في بيروت وجولاته على المسؤولين والرؤساء، من أجل الإطلاع على جوابهم على اقتراحاته.
ويعتبر طبارة أن الموفد الأميركي، أراد "تنبيه اللبنانيين إلى أن تفاؤلهم ليس في محله، خصوصاً وأن ردود الفعل المحلية على خطابه في اليوم الأول للزيارة والتجاوب اللبناني معه، حملت "إيجابية مُفرطة خصوصاً وأن البعض قارن خطاب ومفردات برّاك بخطاب مورغان أورتيغاس، كما أنهم اعتبروا أن سحب أورتيغاس من مهامها في بيروت، هو دلالة على إيجابية واشنطن ورفضها للمواجهة مع اللبنانيين، ولكن من دون أن يعني ذلك غياب التعقيدات في العلاقات بين الجانبين اللبناني والأميركي".
وإذا كان كلام برّاك قد "عوّض" عن كلام أورتيغاس، كما يلاحظ طبارة، إلاّ أن هذا لا يعني أن "يشطح المسؤولون اللبنانيون في الحديث عن إيجابية أميركية وأن يتعاطوا بشكل غير واقعي مع الورقة الأميركية".