المحلية

ليبانون ديبايت
الخميس 10 تموز 2025 - 16:15 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

رغم الضربة القاسية للسياحة… إيرادات الصيف تتجاوز الـ4 مليارات دولار؟

رغم الضربة القاسية للسياحة… إيرادات الصيف تتجاوز الـ4 مليارات دولار؟

"ليبانون ديبايت"

رغم ما مرّ به لبنان والمنطقة في الأشهر الماضية واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية التي قضت على مقومات الموسم السياحي في بعض المناطق، فإن نشاط المهرجانات السياحية يبدو لافتًا في بلد يعاني من ظروف أمنية قاسية، لكن اللافت هو استمرار تدفق المغتربين إلى لبنان، رغم المخاوف من حرب محتملة قد تشنها إسرائيل في أية لحظة.

فما قيمة هذه المهرجانات في ميزان الاقتصاد اللبناني؟ وهل تشكّل أحد دعائم الموسم السياحي في لبنان؟

في هذا الإطار، يرى الخبير والكاتب الاقتصادي أنطوان فرح، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن ظاهرة انتشار المهرجانات الفنية والسياحية في لبنان، رغم الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي تمر بها البلاد والمنطقة، لا سيما بعد المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية، تعكس أمرين أساسيين.


وأوضح فرح أن الأول يتمثّل في الاعتماد الكبير على اللبنانيين المنتشرين حول العالم، الذين يعودون إلى الوطن في كل مناسبة، خصوصًا خلال فصل الصيف لقضاء عطلتهم بين أهلهم، ما يساهم بشكل مباشر في تنشيط الحركة السياحية. فهؤلاء يتمتعون بقدرة شرائية مرتفعة تسمح لهم بالمشاركة في المهرجانات والأنشطة الثقافية والفنية المختلفة، وبالتالي إنعاش القطاع السياحي بمختلف أوجهه.


ويلفت إلى أن هذه الحركة السياحية من قبل المغتربين تشغل القطاع المطعمي بشكل أساسي، والقطاع الفندقي بدرجة أقل، وتؤمّن سنويًا إيرادات مالية لا يُستهان بها، ترفد الاقتصاد اللبناني في مرحلة هو بأمسّ الحاجة فيها إلى السيولة والدعم.


أما النقطة الثانية التي يشير إليها فرح فهي أن هناك شريحة من اللبنانيين المقيمين داخل البلاد ما زالت تتمتع بقدرة شرائية جيدة إلى مرتفعة، ما يمكّنها من الإنفاق على السياحة الداخلية والترفيه، ما يشكّل بدوره نقطة قوة إضافية في المشهد الاقتصادي، ويؤكد أن بعض مكوّنات المجتمع ما زالت تقاوم الانهيار وتساهم في تحريك عجلة السوق.


في المقابل، يتوقف فرح عند ملاحظة سلبية لا بدّ من أخذها بالاعتبار، وهي أن انتشار هذه المهرجانات واستقطاب عدد كبير من الفنانين والفرق الفنية من الخارج يؤدي إلى خروج مبالغ كبيرة من العملات الأجنبية (الدولارات الطازجة) من لبنان، عبر الأجور المرتفعة التي يتقاضاها هؤلاء الفنانون، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من شح في الدولار ويحتاج إلى كل مورد متاح.


ويأسف فرح لكون لبنان، الذي كان يعوّل هذا الصيف على حركة سياحية عربية وأجنبية ناشطة إلى جانب السياحة اللبنانية، تعرّض لضربة قاسية نتيجة التطورات الأمنية الأخيرة في المنطقة بين إسرائيل وإيران، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في عدد الزوار من الخارج. وقال: “الحضور العربي والأجنبي موجود هذا الصيف، لكنه متواضع جدًا ولا يمكن البناء عليه”، على أمل أن يكون الموسم المقبل أفضل.


وفي هذا السياق، شدد فرح على نقطة بالغة الأهمية، وهي أن الإيرادات السياحية المتأتية من حركة اللبنانيين أنفسهم، سواء من المقيمين أو المغتربين، تُعدّ جيدة جدًا بحد ذاتها. وأضاف: "رغم غياب الإحصاءات الرسمية الدقيقة، كما هو الحال في معظم الملفات في لبنان، إلا أن التقديرات تشير إلى أن الإيرادات السياحية هذا العام قد تلامس حدود الأربعة مليارات دولار، وهو رقم مرتفع نسبيًا في ظل الأوضاع الراهنة، ويشكّل مصدر دعم حيوي للاقتصاد اللبناني".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة