وفي هذا السياق، أكّد رئيس قسم التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية محمد كنج في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "اللافت في هذه الموجة الحارة هو أن درجات الحرارة على الساحل لم ترتفع بشكل كبير، بل بقيت ضمن المعدلات الموسمية، إذ لم تتجاوز 31 درجة، لكن ارتفاع نسبة الرطوبة هو ما زاد من الشعور بالحر بشكل كبير".
وأضاف: "أما في المناطق الداخلية، وتحديدًا البقاعية، فقد لامست الحرارة اليوم حدود الـ38 درجة، ومن المتوقّع أن تقترب يوم السبت من الـ39، خصوصًا في زحلة، بسبب تأثّر الداخل اللبناني بكتل هوائية حارة مصدرها شبه الجزيرة العربية".
وأشار كنج إلى أن "الساحل اللبناني لا يتأثر فعليًا بموجة الحر هذه، والسبب يعود إلى منخفض جوي يسيطر على شمال البحر الأسود وشرق أوروبا، يدفع بكتل هوائية معتدلة نحو سواحل شرق المتوسط، ما يحدّ من الارتفاع الكبير في درجات الحرارة على الساحل".
وأوضح أن "درجات الحرارة في هذا الوقت من السنة تُسجَّل عادة حول 32 درجة على الساحل، لكنها يوم أمس بلغت 30 فقط في بيروت، ومن المرجح أن تسجل اليوم أقصاها عند 31 درجة".
أما عن تطوّر الطقس في الأيام المقبلة، فأشار كنج إلى أنه "بدءًا من يوم السبت، ستنخفض درجات الحرارة على الجبال والساحل، في حين ستسجّل المناطق الداخلية ارتفاعًا طفيفًا. ويُتوقع أن يبقى الطقس معتدلاً على الجبال والسواحل خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما تبقى الحرارة فوق معدلاتها في الداخل بـ3 إلى 4 درجات".
وبخصوص إمكانية امتداد موجة الحر إلى الساحل، قال كنج: "لا مؤشرات على موجة حر شديدة تضرب السواحل اللبنانية حتى تاريخ 17 تموز على الأقل، وفق النماذج والخرائط الجوية الحالية"، مطمئنًا إلى أن الطقس لا يزال ضمن إطار الصيف المعتدل مقارنةً بالسنوات السابقة.
ولفت إلى أن "شهر تموز هذا العام يختلف بطبيعته عن العام الماضي، إذ بدأت موجات الحر في حزيران، بينما هذا العام يمكن وصفه بالصيفي المعتدل. حتى الرطوبة على الساحل لم تتجاوز عتبة الـ90% حتى الآن".
وختم كنج، بالإشارة إلى أننا "نعيش حاليًا فترة تُعرف بـ'أيام الشَعرة'، وهي من أشد الفترات حرارة في التقاليد العربية، وتمتد من 3 إلى 11 تموز، إلا أن الطقس هذا العام جاء معتدلاً إلى حدّ كبير، باستثناء المناطق الداخلية".