في هذا الإطار، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي السوري بسام السليمان في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن كلمة الاعتداء على الأقليات في سوريا تتنافى مع الواقع على الأرض، ففي السويداء مثلاً لا توجد إمكانية لدخول الدولة ولا لأي جماعة، وهو أمر بات معروفاً، وكذلك الأمر في شرق الفرات حيث المشهد معكوس والاعتداء يتم على العرب في تلك المناطق.
لكنه يلفت إلى أنه في منطقة الوسط هناك حالة احتكاك لها أسباب متعلقة بالثأر، ويوضح في هذا الإطار أن المشاهد التي رسختها المخابرات في أذهان الكثير من السوريين من أجل تعزيز الاصطفاف الطائفي في تلك المناطق ضد الثائرين، وبعد أن تم تصنيف الناس وفق طوائفهم، تم حتى تهجير قرى كاملة مع بداية الثورة السورية لأنها كانت ضد النظام وتمت السيطرة على أراضيهم.
لكن بعد سقوط النظام السوري السابق وقيام النظام الحالي، يلفت إلى أن هؤلاء عادوا إلى سوريا، وجرت بالفعل عمليات ثأر ولكنها اليوم تراجعت كثيراً، فجرائم القتل لا تتم لأن فلاناً من طائفة معينة، لكن هذا الفلان كان قد قتل شقيقه أو قريبه في 2013 فيقوم بقتله ثأراً. ويؤكد أنها حالات محدودة جداً لأن الدولة في تلك المناطق مثل الغاب، ريف حماة ومناطق حمص فرضت إجراءات أمنية مشددة لمنع الاحتكاك، والظاهر أن الشعب السوري لديه رغبة حقيقية بالعيش المشترك.