تتواصل الحرائق التي تضرب غابات ريف اللاذقية لليوم الثامن على التوالي، وسط جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي حول أسباب اندلاعها، بين من يعتبرها نتيجة طبيعية للتغيرات المناخية ومن يذهب إلى تحميل "جهات مفتعلة" المسؤولية عن إشعالها.
وعلى الرغم من جهود فرق الإطفاء المحلية والدولية، المدعومة بعمليات جوية من الطيران السوري والتركي والأردني واللبناني، تُواجه السلطات تحديات ميدانية مع عودة اشتداد النيران بسبب الرياح وصعوبة الوصول إلى بعض النقاط المتضررة.
وأكد وزير الطوارئ الصالح، الخميس، شكره للعراق على إرسال فرق إطفاء برية للمساهمة في عمليات الإخماد، تشمل 10 سيارات إطفاء وملاحق تزويد مياه وفرق بشرية، في وقت تشارك فيه أيضًا فرق من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء في اللاذقية وطرطوس ومصياف.
وأتت الحرائق على أكثر من 7500 هكتار من الغابات، وامتدت إلى جبل التركمان وغابات فرنلق، وهي المحمية الطبيعية الأكبر في سوريا، ما أدى إلى أضرار واسعة طالت الأشجار والنباتات العطرية والحياة البرية، فضلاً عن تهجير سكان بعض المناطق المتضررة وتضرر مواقع أثرية.
وقد أثار حجم الحرائق موجة تفاعل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من أشاد بجهود فرق الدفاع المدني والكوادر التطوعية التي تعمل في ظروف صعبة، وبين من طالب بمحاسبة المتسببين بها، مشكّكين في أن تكون طبيعية.
ورأى البعض، وبينهم الدكتور محمد ضياف المحمد، أن "ارتفاع الحرارة وحده لا يفسّر ما يحدث"، في حين رأت آريا عمري أن غياب خطة حكومية واضحة للتعامل مع الكارثة يزيد من تفاقمها. أما الإعلامية آلاء عامر فاعتبرت أن الكارثة "وحّدت السوريين"، مشيدة ببطولة رجال الإطفاء.
بدورها، أثارت اليوتيوبر ريم خليل نقاشاً واسعاً بعد نشرها فيديو بعنوان "حرائق اللاذقية مفتعلة أم مناخية؟"، حصد ملايين المشاهدات وفتح باباً جديداً للنقاش بين المؤيدين لنظرية العمل المتعمد، والرافضين لها.
من جهته، أكد رئيس الدفاع المدني السوري، منير مصطفى، في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن الجدل حول أسباب الحرائق لن يتوقف، داعياً إلى توحيد الجهود لمواجهة الكارثة البيئية، مشيراً إلى أن المساحات المحترقة فاقت 1000 هكتار، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف مدينة اللاذقية.
في المقابل، نفى وزير الداخلية السوري أنس الخطاب وجود أي أدلة على أن الحرائق مفتعلة، موضحًا أن الوزارة نشرت حواجز أمنية في المناطق المتضررة لحماية فرق الإطفاء وتأمين العمليات المستمرة.
الـــمــــزيــــــــــد
