أثار فيلم "سوبرمان" الجديد من إخراج جيمس غن جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، بعد ملاحظات من الجمهور بأنه يتضمن رسائل سياسية تُسقط على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. واعتبر كثيرون أن الفيلم يُظهر مشاهد تحاكي الواقع، خصوصًا في تصويره لهجوم جيش متطوّر على مدنيين عُزّل من خلف سياج حدودي، وهي مشاهد رآها البعض معبّرة بشكل مباشر عن ما يحدث في القطاع.
وقد أشعلت مراجعة نشرها أحد المستخدمين على منصة "ليتربوكسد" المتخصصة بتقييم الأفلام تفاعلاً واسعًا، بعد أن وصف الفيلم بأنه "ينقل بشكل واضح تصرفات إسرائيل في غزة"، وقد تجاوزت هذه المراجعة 9 ملايين مشاهدة، ما عمّق الجدل. ورغم عدم صدور أي تصريح رسمي من المخرج أو فريق العمل يؤكد هذا الربط، فإن جمهورًا واسعًا رأى أن الرسائل السياسية حاضرة بقوة في الفيلم.
وفي مقابلة صحافية مع صحيفة "تايمز" البريطانية، قال جيمس غن إن الفيلم "يتناول السياسة والأخلاق" ووصفه بأنه "قصة مهاجر"، وهي تصريحات فتحت بابًا إضافيًا من الانتقادات، خاصة من مؤيدي سياسات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب المتشددة تجاه الهجرة.
تدور أحداث الفيلم حول دولة خيالية تُدعى "بورافيا"، تُصوَّر كقوة عسكرية متقدّمة ومدعومة أميركيًا، تخطط لشن هجوم على جارتها الضعيفة "غارهانبور"، التي تفتقر لأي قدرات دفاعية. وتظهر خطة "بورافيا" كأنها مشروع استيطاني يهدف إلى تهجير السكان الأصليين من "غارهانبور" وتوسيع الأراضي البورافية.
ويُظهر أحد المشاهد الصحفية لويس لاين وهي تُجري مقابلة مع "سوبرمان"، تدافع فيها عن "بورافيا" وتقول إن حكومة "غارهانبور" قد تكون مسؤولة عن أي دماء تُسفك لاحقًا، في حوار اعتبره البعض تجسيدًا للمنطق الذي تستخدمه بعض الحكومات الغربية لتبرير عدوانها على الشعوب الضعيفة. ويتصاعد التشابه مع الواقع في مشاهد اقتراب مدنيين من سياج فاصل، بينهم رجال ونساء وأطفال يحملون الحجارة والعصي، بينما يصوب الجنود البنادق نحوهم من الجهة المقابلة.
إحدى أبرز نقاط الجدل كانت في ملامح شخصية زعيم "بورافيا"، فاسيل غلاركوس، التي يؤديها الممثل زلاتكو بوريك، إذ لاحظ كثيرون أن الشخصية تحمل شبهًا واضحًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. كما يظهر في الفيلم العدو الرئيسي "ليكس لوثر"، الذي كان مبتكره، كاتب القصص المصورة جون بيرن، قد كشف في تصريحات سابقة أنه استلهمه من شخصية دونالد ترامب منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ويظهر لوثر كمهندس رئيسي للعدوان، يسعى للسيطرة على أراضي "غارهانبور" وتفريغها من سكانها، في حبكة يُنظر إليها على أنها استعمارية الطابع، وتكرّس منطق التوسع والهيمنة عبر القوة والدعم الأميركي، وهو ما جعل العديد من المشاهدين يرون في الفيلم عملاً سينمائيًا يتجاوز الترفيه، ليحمل رسائل سياسية واضحة حول قضايا الصراع والعدالة والاحتلال.