بعد هزات ارضية متتالية... كاليفورنيا تترقب "الزلزال الكبير"

شهدت منطقة جنوب كاليفورنيا، قرب بحيرة سالتون، سلسلة من الهزات الأرضية التي أثارت قلق الأوساط العلمية والسكان، وسط تحذيرات متجددة من اقتراب "الزلزال الكبير" الذي طالما حذر منه الخبراء، والمتوقع أن يُحدث دمارًا هائلًا على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة.

وبحسب ما أعلنه المعهد الجيولوجي الأميركي (USGS)، فقد وقعت عشرات الزلازل الصغيرة والمتوسطة منذ ليل الخميس وحتى صباح الجمعة في محيط البحيرة، التي تبعد حوالي 160 كيلومترًا عن مدينة سان دييغو.

وسُجّلت أقوى هذه الهزات صباح الجمعة عند الساعة 5:55 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وبلغت قوتها 4.3 درجة على مقياس ريختر، وتلتها أكثر من 30 هزة ارتدادية، معظمها عند الطرف الجنوبي للبحيرة.

كما سُجّل نشاط زلزالي إضافي في المناطق الشمالية والغربية للبحيرة، حيث وقعت أكثر من 10 هزات في كل موقع حتى ظهر الجمعة.

وتقع هذه الهزات على امتداد الحد الفاصل بين صفيحتي المحيط الهادئ وأميركا الشمالية، وهي منطقة تُعرف بنشاطها الزلزالي العالي، وتشمل صدع سان أندرياس الشهير، إضافة إلى صدوع أخرى نشطة في المنطقة.

وفقًا لصحيفة ديلي ميل، فإن سلسلة الزلازل الجديدة قد تُعد مؤشرًا على اقتراب وقوع زلزال مدمر محتمل يُعرف باسم "The Big One"، وهو سيناريو تخشاه الأوساط العلمية ويعتقد كثيرون أنه بات "مسألة وقت".

ويُتوقع أن تبلغ قوة هذا الزلزال أكثر من 8 درجات، ما قد يؤدي إلى مئات القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى، إضافة إلى دمار واسع النطاق في البنية التحتية لولاية كاليفورنيا.

وتقع الزلازل الأخيرة على مسافة تقل عن 64 كيلومترًا من صدع سان أندرياس، الذي يمتد لمسافة 1200 كيلومتر عبر الولاية، كما تبعد أقل من 80 كيلومترًا عن صدع إلسينور، الذي يمتد من الحدود الأميركية – المكسيكية حتى مقاطعة سان دييغو.

ورغم أن صدع إلسينور كان هادئًا نسبيًا، فإن خبيرة الزلازل لوسي جونز حذّرت في وقت سابق من أنه قادر على توليد زلزال بقوة تصل إلى 7.8 درجات، مشيرة إلى أن آخر زلزال كبير فيه وقع عام 1910، وأن دورة نشاطه تتكرر كل 100 إلى 200 عام.

ومع تزايد النشاط الزلزالي في المنطقة، يتجدّد النقاش حول مدى جاهزية كاليفورنيا لمواجهة الكارثة الزلزالية المحتملة، وسط دعوات لتحديث البنية التحتية وتعزيز خطط الطوارئ والاستجابة السريعة.