في تصعيد لافت، هاجم الجنرال المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، إسحاق بريك، المعروف بلقب "نبي الغضب"، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعددًا من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في إسرائيل، محذّرًا من أنّ تمسّكهم بخيارات عسكرية وسياسية معيّنة قد يؤدي إلى "نسف" فرصة التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس".
وفي تصريحات نارية، قال بريك إن "نتنياهو، ويسرائيل كاتس، وإيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، تجاوزوا كل الخطوط الحمراء وباتوا يشكّلون خطرًا على وجود إسرائيل نفسه"، مشددًا على أن "محور موراغ" الذي يتمسك به نتنياهو في المفاوضات "سيقضي على أمل إتمام صفقة التبادل".
وأكد الجنرال أن رئيس الأركان "يدرك تمامًا أن ما يجري مؤامرة لتمديد الحرب"، وأنه "يريد إنهاءها، لكنه يساير القيادة السياسية التي ترفض ذلك"، مضيفًا أن "هاليفي يكذب على الشعب الإسرائيلي، وهو يعلم أن لا سبيل لهزيمة حماس عسكريًا، ولا قدرة على إعادة المخطوفين بالضغط العسكري".
وأضاف بريك في حديثه: "قواتنا لا تفعل شيئًا في غزة سوى اقتحام منازل مدمّرة، وتواجه عبوات ناسفة وقذائف صاروخية... حماس استعادت قوتها الأصلية، ومن المستحيل القضاء عليها بهذه الطريقة".
في المقابل، أعلن مسؤول سياسي في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة لا تزال مستمرة، مدّعيًا أن إسرائيل أبدت "مرونة كبيرة" بينما رفضت حركة "حماس" المقترح المطروح.
وقال المسؤول في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية إن "لو وافقت حماس على المقترح القطري، لكان بالإمكان التوصل إلى اتفاق يقود إلى مفاوضات تمتد 60 يومًا تهدف لإنهاء الحرب بما يحقق أهداف إسرائيل".
ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأميركي، أشار فيه إلى أن الوفد الإسرائيلي المفاوض لا يزال في الدوحة، بينما لم يصل المبعوث الأميركي بريت ماكغورك إلى المنطقة بعد، في انتظار نتائج النقاشات.
وأوضح التقرير أن إسرائيل تصرّ على إقامة منطقة عازلة بعمق يتراوح بين 2 إلى 3 كيلومترات في رفح، و1 إلى 2 كلم على طول باقي حدود قطاع غزة، وهو مطلب تعارضه حركة "حماس". أما الطرح الأميركي، فركّز في هذه المرحلة على التقدّم في ملفي الأسرى والمساعدات الإنسانية، مع تأجيل النقاش حول مسألة الانسحاب الإسرائيلي إلى ما بعد التوصّل إلى تفاهمات شاملة.
وتأتي هذه التطورات في ظل جمود مستمر في مسار المفاوضات رغم التصريحات الإسرائيلية والأميركية المتكررة حول إمكانية التوصل إلى "اتفاق وشيك"، فيما تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة منذ أكثر من 9 أشهر وسط تصاعد الانتقادات الداخلية والخارجية حيال جدوى استمرارها.