أصدرت مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان بياناً توقّفت فيه عند التطورات الدامية التي تشهدها محافظة السويداء السورية، مؤكدة رفضها المطلق لما يجري من انتهاكات واعتداءات تطال كرامات الناس ورموزهم الدينية، ومشددة على ضرورة اعتماد الحوار والتفاهم كسبيل وحيد للخروج من الأزمة.
ودعت المشيخة في بيانها، المؤمنين إلى رفع الدعاء إلى الله تعالى لإنقاذ السويداء من نار الشرّ والفتنة، مؤكدة في الوقت نفسه عدداً من المواقف الواضحة حيال الأحداث الأخيرة، أبرزها:
أولاً: إدانة شديدة للممارسات التي تؤدي إلى تعكير صفو العيش الآمن الذي كان سائداً في مدينة السويداء، والتنديد بمحاولات بثّ الفتن الطائفية والمذهبية، ودعوة الدولة السورية إلى تحمّل مسؤولياتها كاملة في ضبط الأمن وحقن الدماء، ومحاسبة العناصر غير المنضبطة التي ارتكبت ممارسات إجرامية ولا إنسانية. كما حمّل البيان الأمن العام السوري مسؤولية الانتهاكات المسيئة للرموز الدينية والاستهزاء بالشعائر وانتهاك حرية المعتقد.
ثانياً: الإشادة بمساعي التهدئة والمبادرات العقلانية التي بذلت في الأيام الماضية، ومباركة اللقاءات الدينية الهادفة إلى وقف التصعيد، لا سيما الاجتماع الذي عقد في دارة سماحة الشيخ يوسف جربوع في السويداء، والذي سعى إلى تثبيت الاتفاقات مع الدولة السورية، وصون كرامة الجبل ومواطنيه، وتأكيد هيبة الدولة في آنٍ معاً.
ثالثاً: مناشدة الدولة السورية احترام تاريخ وخصوصية وكرامة مجتمع الموحدين الدروز، بما في ذلك ماضيه العربي والإسلامي الناصع، وتاريخ قادته الكبار وعلى رأسهم سلطان باشا الأطرش. وطالبت المشيخة بعدم السماح للمتطرفين بارتكاب الانتهاكات، وبضرورة محاسبة من أساؤوا إلى الشيوخ والنساء والأطفال، ودنّسوا المقدسات وانتهكوا حرمة البيوت والمؤسسات. وشددت على أهمية التعاون المسؤول لإطفاء نار الفتن المتصاعدة.
رابعاً: في السياق اللبناني، دعت مشيخة العقل إلى عدم التعرّض للعمال السوريين المتواجدين في لبنان، مطالبة بالتحلّي بالقيم الأخلاقية والإنسانية التي تميز المجتمع اللبناني عامة، وأبناء الجبل خاصة.