أفادت وسائل إعلام سورية، فجر الأربعاء، بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارات جوية جديدة على مناطق في محافظة السويداء جنوبي سوريا، مستهدفًا مواقع متفرقة أبرزها منطقة الشقراوية في ريف المحافظة، ومحيط مطار الثعلة العسكري.
وأسفرت الغارات عن سقوط عدد من القتلى، بينهم عنصر واحد على الأقل من الجيش السوري، إضافة إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين والعسكريين، وفق ما نقل موقع "تلفزيون سوريا".
وكان موقع "أكسيوس" الإخباري قد كشف، مساء الثلاثاء، نقلاً عن مسؤول أميركي، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت من إسرائيل وقف الهجمات على قوات الجيش السوري جنوب سوريا. وأوضح المصدر أن تل أبيب أبلغت واشنطن نيتها تعليق الضربات بدءًا من مساء الثلاثاء.
ووفقًا للمسؤول الأميركي، فإن الحكومة السورية كانت قد أبلغت إسرائيل مسبقًا بنقل دبابات إلى منطقة السويداء، مؤكدة أن التحرك لا يستهدف إسرائيل، بل يهدف إلى استعادة الاستقرار في المنطقة عقب موجة عنف تصاعدت خلال الأيام الماضية.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنّت الثلاثاء سلسلة من الغارات على مدينة السويداء، بعيد إعلان الجيش السوري دخول المدينة في محاولة لإنهاء الاشتباكات المسلحة. وذكرت وكالة "سانا" أن "طيران العدو الإسرائيلي استهدف مدينة السويداء".
وفي تعليق رسمي، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس تعليمات للجيش الإسرائيلي باستهداف القوات الحكومية السورية والأسلحة التي دخلت إلى السويداء، مؤكدَين أن "إسرائيل تلتزم بمنع الإضرار بالدروز في سوريا"، ومشيرَين إلى "رابطة الأخوّة العميقة" بين الدروز في إسرائيل وأبناء طائفتهم في سوريا.
وأشار البيان إلى أن إسرائيل "تسعى إلى ضمان نزع السلاح في المناطق الحدودية ومنع النظام السوري من إيذاء أبناء الطائفة الدرزية".
في المقابل، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، عبر منشور على منصة "إكس"، أن الولايات المتحدة "منخرطة بنشاط مع كافة الأطراف بهدف التهدئة"، معتبرًا أن الاشتباكات الأخيرة في السويداء "مثيرة للقلق".
وأوضح باراك أن المساعي الأميركية تتركز على "إيجاد حل سلمي يخدم الدروز والقبائل البدوية والحكومة السورية والقوات الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن أبرز تحديات التهدئة تكمن في "التضليل والارتباك وضعف التواصل بين مختلف الأطراف".
وفي أحدث التطورات، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بأن حصيلة القتلى نتيجة أعمال العنف المستمرة في محافظة السويداء ارتفعت إلى 203 قتلى منذ الأحد، مع اندلاع مواجهات بين فصائل درزية ومسلحين من العشائر، أعقبها انتشار واسع للقوات الحكومية.
وكان وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة قد أعلن، الثلاثاء، عن وقف كامل لإطلاق النار داخل مدينة السويداء، داعيًا إلى تهدئة شاملة.
وتعيش المحافظة على وقع توترات أمنية متواصلة، بلغت ذروتها يوم الأحد الماضي حين اندلعت اشتباكات دموية على خلفية عمليات خطف متبادلة بين فصائل محلية ومسلحين من العشائر، أسفرت عن 30 قتيلًا وأكثر من 100 جريح، بينهم نساء وأطفال.
وفي صباح الإثنين، تعرّض الجيش السوري لهجوم من قبل مجموعة مسلّحة على أطراف المدينة، ما أدى إلى مقتل 18 عنصرًا من صفوفه وإصابة عدد آخر بجروح، إضافة إلى أسر عناصر نُقلوا إلى جهة مجهولة، بحسب تقارير ميدانية.
الـــمــــزيــــــــــد
