كشفت وكالة رويترز، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطّلعة على تفكير الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يعير تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات إضافية أي اهتمام، ويعتزم مواصلة الحرب في أوكرانيا إلى أن يبدأ الغرب بالتعامل مع شروط موسكو للسلام بجدّية.
ووفق المصادر، فإن بوتين يرى أن الجيش والاقتصاد الروسيين يتمتعان بصلابة كافية لتجاوز الضغوط الغربية، مشيرة إلى أن موسكو باتت تسيطر على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية، وتقدّمت بنحو 1415 كيلومتراً مربعاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بحسب بيانات منصة "ديب ستيت ماب" المتخصصة.
وكان ترامب قد عبّر الإثنين عن استيائه من رفض بوتين الاتفاق على وقف إطلاق النار، وهدد بفرض موجة جديدة من العقوبات في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام خلال 50 يوماً، إلى جانب إعلانه إرسال أنظمة دفاع جوي من طراز "باتريوت" إلى أوكرانيا.
لكن المصادر أكدت أن الرئيس الروسي يرى أن "لا أحد يتعامل بجدية مع تفاصيل خطة السلام"، رغم مكالماته الهاتفية المتعددة مع ترامب وزيارات المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو.
وبحسب أحد المصادر، فإن بوتين "يُقدّر العلاقة مع ترامب" لكنه يعتبر أن "مصلحة روسيا فوق كل اعتبار". وأضاف أن موسكو ترفض إنهاء الحرب تحت الضغط، وتتمسك بشروط تشمل منع توسع الناتو شرقًا، حياد أوكرانيا، فرض قيود على جيشها، حماية الناطقين بالروسية، والاعتراف بسيادة روسيا على المناطق التي ضمتها.
وتسيطر روسيا حالياً على شبه جزيرة القرم (التي ضمتها عام 2014) ، ومنطقة لوغانسك بالكامل، وأكثر من 70% من دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، بالإضافة إلى أجزاء من خاركيف وسومي ودنيبروبتروفسك. وسبق لبوتين أن أعلن أن هذه المناطق "أصبحت جزءاً من روسيا".
وتوقعت المصادر أن تتسع المطالب الروسية مستقبلاً في حال استمرار التقدّم العسكري، محذّرة من أن موسكو قد توسّع عملياتها إلى دنيبروبتروفسك وسومي وخاركيف إذا انهارت دفاعات أوكرانيا.
وأكد مصدر آخر أن روسيا تتفوق على حلف شمال الأطلسي في إنتاج الذخائر الأساسية، وأن اقتصادها الموجّه للحرب يجعلها أكثر استعدادًا لتحمّل حرب طويلة، بغض النظر عن العقوبات أو الرسوم الجمركية التي تهدد بها الولايات المتحدة حلفاءها مثل الصين والهند.
الـــمــــزيــــــــــد
