كشفت صحيفة التايمز البريطانية، في تقرير أعدّه مراسلها في واشنطن جورج مايلز، أن صواريخ "جاسم" الأميركية بعيدة المدى، والتي تبحث الولايات المتحدة في إمكانية تزويد أوكرانيا بها، تمثل تطورًا نوعيًا في القدرات الهجومية لكييف، وقد تُغيّر قواعد الاشتباك في الحرب الدائرة مع روسيا.
ووفق الصحيفة، فإن هذه الصواريخ، المعروفة باسم Joint Air-to-Surface Standoff Missile (JASSM)، هي صواريخ كروز خفية، تطلق من الجو، مصممة لضرب أهداف محصنة وعالية القيمة من مسافات بعيدة، ويصل مداها إلى 368 كيلومتراً. ويمكن إطلاقها من مقاتلات إف-16 التي تملكها أوكرانيا أو تنتظر تسلمها.
وتنقل الصحيفة عن موقع "ميليتاري ووتش" أن هذه النسخة من صواريخ "جاسم" هي التي استخدمتها واشنطن عام 2019 في العملية التي أودت بحياة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي.
ويزن الرأس الحربي للصاروخ نحو 450 كيلوغراماً، وهو مصمم للتحليق على ارتفاعات منخفضة لتفادي منظومات الدفاع الجوي مثل الروسية من طراز إس-300، مما يمنحه ميزة تنفيذ ضربات دقيقة في العمق.
وتشير التايمز إلى أن تزويد كييف بهذه الصواريخ قد يضع ما لا يقل عن 30 قاعدة جوية روسية في مرمى النيران الأوكرانية، ما يعقّد مهمة سلاح الجو الروسي ويحدّ من قدرته على تنفيذ غارات متكررة من قواعد خلفية آمنة.
وبحسب التقرير، فإن أوكرانيا تمتلك حاليًا صاروخًا جوالًا واحدًا يُطلق من الجو، هو صاروخ "ظل العاصفة" (Storm Shadow) البريطاني-الفرنسي بمدى 248 كلم، إلى جانب صواريخ باليستية أرض-أرض من طراز أتاكمز بمدى 304 كلم، لكن ترسانتها الصاروخية في تراجع مستمر.
ورغم مطالب الرئيس فولوديمير زيلينسكي المتكررة بالحصول على صواريخ "تاوروس" الألمانية التي يبلغ مداها 500 كلم—وهو مدى كافٍ لضرب العاصمة الروسية موسكو (تبعد 448 كلم عن الحدود الأوكرانية)—إلا أن برلين لم توافق على تزويده بها حتى الآن.
وترى الصحيفة أن إدخال "جاسم" إلى المعركة سيساعد أوكرانيا على ضرب مستودعات ذخيرة ومراكز قيادة خلف خطوط العدو، ما قد يؤدي إلى إرباك الإمدادات الروسية وإبطاء تقدمها العسكري في الجبهات.
الـــمــــزيــــــــــد
