وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت"، يرى علوش أن "ما تشهده سوريا حالياً هو امتداد لمخطط بدأه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يقوم على إعادة رسم حدود المنطقة وتغيير تركيبتها السياسية والاجتماعية"، مشيراً إلى أن "هذا المشروع لا يُسهم إلا في تعميق مسار التفكك ومنع سوريا من إعادة توحيد نفسها".
ويضيف: "الوقائع تفرض نفسها اليوم، نحن أمام خيارين، إما قيام دولة سورية مركزية قادرة على بسط سلطتها، أو نموذج هجين يشبه ما هو قائم في لبنان، حيث الدولة موجودة من الناحية الشكلية، بينما تتحكم قوى الأمر الواقع والميليشيات بالمشهد الفعلي".
ويوضح علوش أن "محاولات الدولة السورية لاستعادة السيطرة تصطدم بواقع معقد، إذ إن الميليشيات المسلحة بعضها مرتبط بإسرائيل، وبعضها الآخر مدعوم إقليمياً للحفاظ على توازنات معينة، تقف حجر عثرة أمام مشروع إعادة بسط السيادة".
ويُحذّر من أن "هذه الديناميكية قد تتوسع لتشمل دولاً أخرى، عبر إعادة ترسيم المنطقة إلى كيانات جديدة، تقوم على أسس طائفية أو قومية".
وفيما يتعلق بدور الرئيس السوري أحمد الشرع، يرى علوش أن "هناك اعترافاً ضمنياً من الأطراف الدولية، بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا، بضرورة وجوده في المرحلة المقبلة، وذلك في إطار الرغبة في إنهاء أزمة أثقلت كاهل هذه الدول، وتحديداً في ملف اللاجئين السوريين".
غير أن علوش يلفت إلى أن "إسرائيل لا ترغب في رؤية دولة سورية موحدة، بل تفضل مشهداً مفككاً يتوزع بين دولة درزية، وأخرى كردية، وثالثة علوية، وربما حتى دولة مسيحية رغم صعوبة تحقق ذلك، إلى جانب دولة سنية، بما يعكس مصلحتها في تقسيم المنطقة إلى كيانات صغيرة وضعيفة".
ويختم قائلاً: "ما نشهده اليوم هو امتداد لمشروع صهيوني قديم، بدأ مع تيودور هرتزل عام 1919، وتابع تنفيذه بن غوريون، واليوم يُكمله نتنياهو بوسائل وأدوات جديدة".
الـــمــــزيــــــــــد
