عبّر الزعيم الروحي لطائفة الموحّدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، مساء الأربعاء، عن رفضه اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه مؤخراً في محافظة السويداء، معتبراً أن القتال "واجب وطني وإنساني لا تهاون فيه" حتى "تطهير المحافظة من العصابات"، في إشارة إلى القوات الحكومية السورية.
وأكد الهجري، في بيان حازم، أن "لا اتفاق ولا تفاوض مع هذه العصابات التي تسمّي نفسها زوراً حكومة"، داعياً من تبقّى من هذه المجموعات، وفق تعبيره، إلى "إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم"، مع التعهّد بعدم التنكيل بأي شخص يسلّم سلاحه.
وأضاف: "نُحذّر من أن أي جهة تخرج عن هذا الموقف الموحّد، وتتواصل أو تتفق من طرف واحد، ستُعرّض نفسها للمحاسبة القانونية والاجتماعية دون استثناء".
في المقابل، أعلن الشيخ يوسف جربوع، أحد أبرز مشايخ الطائفة، التوصّل إلى اتفاق رسمي مع الحكومة السورية يقضي بوقف العمليات العسكرية، وعودة الجيش السوري إلى ثكناته، وإنهاء المظاهر المسلحة الخارجة عن الدولة في السويداء.
وأكد جربوع، في كلمة مصوّرة، أن الاتفاق جاء "حقناً لدماء أبناء السويداء"، مشدداً على ضرورة اندماج المدينة ضمن الدولة السورية. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية أن الاتفاق يشمل "نشر حواجز أمنية في المدينة واندماجها الكامل ضمن الدولة".
وردّ الشيخ جربوع، خلال مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، على موقف الشيخ الهجري قائلاً: "نحترم موقفه برفض الاتفاق، لكن ليس من حق الشيخ الهجري أن يصادر رأينا. نحن نركّز على عودة سلطة الدولة إلى السويداء، وليس بمقدور أي شخص احتكار المرجعية الروحية فيها".
وأضاف: "ليست لدينا خيارات سوى حقن دماء أبناء السويداء"، في إشارة إلى الأولوية لوقف القتال وتجنيب المدينة المزيد من الانهيار.
ويأتي هذا التباين في المواقف بعد يوم واحد فقط من إعلان الحكومة السورية عن اتفاق مماثل لوقف إطلاق النار، بينما سجلت اشتباكات متقطعة في أحياء المدينة، عقب دخول القوات الحكومية بهدف الإشراف على تنفيذ الاتفاق بالتنسيق مع وجهاء محليين.
الـــمــــزيــــــــــد
