كشفت القناة 12 العبرية، الأربعاء، أن النظام السياسي في إسرائيل يعيش حالة من الاضطراب في ظلّ التصعيد العسكري المتسارع على الجبهة السورية، وتزايد التوترات المرتبطة بالاشتباكات في محافظة السويداء وعمليات التسلل عبر الحدود.
ووصفت القناة الوضع بـ"الاستثنائي"، مشيرة إلى أن عضو الكنيست الدرزي حامد عمار (عن حزب إسرائيل بيتنا) عبر الحدود إلى سوريا برفقة مئات الشبان الدروز، في خطوة نادرة من نائب منتخب، زاعمًا أنه فعل ذلك "بدافع المسؤولية لإقناع الشبان بالعودة إلى إسرائيل"، وفق تصريحه لقناة "N12".
ويأتي ذلك في وقت تصاعد فيه التحريض الرسمي الإسرائيلي على القيادة السورية، إذ دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير علنًا إلى اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع، واصفًا إياه بأنه "جهادي لا يمكن التفاوض معه"، قائلاً: "الحل الوحيد مع الجولاني هو القضاء عليه".
ويبدو أن التحرك الإسرائيلي يحظى بدعم واسع من الحكومة والمعارضة، إذ أصدر كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بيانًا مشتركًا أكدوا فيه "التحالف الأخوي مع الدروز في إسرائيل"، ونيّة إسرائيل منع النظام السوري من إلحاق الأذى بالدروز وضمان نزع السلاح جنوب سوريا.
وفي السياق نفسه، أشار بيني غانتس، زعيم المعارضة، إلى أن هذا التحرك "ليس فقط التزامًا أخلاقيًا، بل يصب في المصلحة الأمنية لإسرائيل"، معتبرًا أن "حماية حلفاء إسرائيل في سوريا هدف يجب تكريسه".
وفي موازاة التصعيد، تحدثت تقارير عن سخط داخل المؤسسات الأمنية بسبب تقييمات استخباراتية غير دقيقة، إذ كانت الأجهزة على علم مسبق باحتمال اندلاع العنف جنوب سوريا، لكنها لم تنشر قوات كافية على الحدود، مما أجبر الجيش لاحقًا على سحب قوات من غزة لتأمين المنطقة الشمالية.
وحذرت مصادر إسرائيلية من سيناريو اختطاف دروز إسرائيليين دخلوا الأراضي السورية بهدف استخدامهم كورقة ضغط على تل أبيب لوقف تدخلها العسكري. وقال مصدر أمني للقناة: "نستعد لهذا الاحتمال، وتم تفعيل خطط للإنقاذ الطارئ إذا لزم الأمر".
وخلال الساعات الأخيرة، نجح مئات الشبان الدروز في عبور السياج الحدودي باتجاه الأراضي السورية، رغم محاولات الجيش الإسرائيلي منعهم، وذلك استجابة لدعوات أطلقتها القيادة الروحية للطائفة الدرزية في إسرائيل لـ"نصرة الإخوة المذبوحين في السويداء".
وفي الميدان، صعّد الجيش الإسرائيلي من غاراته الجوية على محافظة السويداء، مستهدفًا مواقع للقوات الحكومية، كما نفذ هجمات في العاصمة دمشق، متوعدًا بمزيد من التصعيد "حتى انسحاب تلك القوات بالكامل من السويداء"، بحسب بيان رسمي.
الـــمــــزيــــــــــد
