أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب إردوغان أجرى اتصالًا هاتفيًا، اليوم الخميس، مع الرئيس السوري أحمد الشرع، جرى خلاله بحث التطورات الأمنية في سوريا، ولا سيما الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة دمشق.
وأفادت الرئاسة أن إردوغان أبلغ نظيره السوري أن "الهجمات الإسرائيلية غير مقبولة، وتشكل تهديدًا لاستقرار المنطقة بأكملها"، مؤكّدًا أن أنقرة ترحب باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع الطائفة الدرزية في السويداء.
وكانت إسرائيل قد شنّت، يوم الأربعاء، غارات جوية عنيفة على دمشق، استهدفت مقر وزارة الدفاع ومواقع قريبة من القصر الرئاسي، وذلك بعد تصاعد العنف في محافظة السويداء جنوبي البلاد.
وقال الجانب الإسرائيلي إن الضربات جاءت ردًا على ما وصفه بهجمات الحكومة السورية ضد الدروز، مؤكّدًا أن إسرائيل "لن تسمح باستهداف أبناء الطائفة الدرزية".
في المقابل، وصفت الحكومة السورية الغارات بأنها "خرق فاضح لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني"، ودعت مجلس الأمن إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذه "الانتهاكات".
في وقت لاحق، أعلنت وزارة الداخلية السورية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، يتضمن 14 بندًا، أبرزها وقف فوري لجميع العمليات العسكرية، وتشكيل لجنة مشتركة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على تنفيذ الاتفاق.
وقد أيد الاتفاق شيخ العقل يوسف جربوع، أحد أبرز المرجعيات الدينية الدرزية في السويداء، في حين عبّر المرجع الدرزي الآخر الشيخ حكمت الهجري عن رفضه للاتفاق، مؤكدًا "أهمية استمرار الدفاع المشروع"، وفق تعبيره.
يُذكر أن الاشتباكات في السويداء اندلعت منذ 13 تموز، بين مسلحين محليين وقبائل بدوية موالية للحكومة، وأسفرت عن مئات الوفيات من المدنيين والعسكريين، في ظل حملة أمنيّة شنتها القوات الحكومية للسيطرة على المدينة.