"ليبانون ديبايت"
على عتبة مجموعة من التحديات، تقف الحكومة متسلّحة بالثقة النيابية التي تجدّدت بها وأتت مخالفة لكل الحسابات التي كان وضعها البعض للمرحلة المقبلة التي تحمل عنواناً وحيداً هو الإعداد للإستحقاق النيابي المقبل. وفي هذا الإطار، تتحدث أوساط وزارية سابقة، عن خطأ في الحسابات السياسية نجم عنه تجديد الثقة ليس بالفريق الحكومي فحسب بل بالكتل النيابية المشاركة في الحكومة والتي كانت هي المستهدفة في طرح الثقة.
وتؤكد الأوساط الوزارية السابقة ل"ليبانون ديبايت"، أن "الرسالة وصلت" إلى هدفها ولم تحقِّق ما كان يرمي إليه أصحابها، بمعنى الجهة التي افتتحت السباق باكراً والتي أرادت استثمار الأزمات والعقبات التي تعترض مسار تنفيذ مضمون البيان الوزاري، من أجل التصويب على الحكومة ومحاولة إسقاطها في المجلس النيابي.
وكان قد سبق الجلسة مناخ ضاغط على الحكومة اختلطت فيه الرسائل الدبلوماسية مع حركة الإحتجاجاتالداخلية بالتوازي مع ارتفاع وتيرة المخاوف ممّا ينتظر لبنان من سيناريوهات سوداء يصل بعضها إلى حدّ تجيير القرار إلى سوريا، في الوقت الذي تواجه فيه سوريا وسلطتها استحقاقاً مصيرياً على صعيد بسط السلطة ومنع الفوضى في الداخل.
وتعتبر الأوساط، بأنه على الرغم من أن ما يحصل في محافظة السويداء في سوريا قد ساهم في التخفيف من وهج المواجهة السياسية الداخلية، فإن القراءة الموضوعية للمشهد الداخلي تؤكد أن المناخات السلبية المتراكمة غير مرتبطة بأي ملفات خارجية، بل هي عامل مؤثر في المعركة السياسية الداخلية التي لا تأخذ بالإعتبار ما يتخطى الحدود، بل تكتفي بالتركيز على حسابات الربح والخسارة محلياً من خلال مجموعة ملفات تبدأ بقانون الإنتخاب إلى محاكمة متورطين بالفساد مروراً بالإنقسام حول بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وضمناً سلاح "حزب الله".