أعلنت الرئاسة السورية، في بيان صدر مساء الخميس، أنّ سحب القوات العسكرية من محافظة السويداء جاء في سياق دعم جهود التهدئة، واستجابة للوساطة العربية – الأميركية.
وذكر البيان أنّ ما أعقب الانسحاب شكّل "خرقًا واضحًا للتفاهمات"، مشيرًا إلى أنّ "قوات خارجة عن القانون باشرت بارتكاب أعمال عنف موثّقة على نطاق واسع، تضمنت جرائم خطيرة تهدد السلم الأهلي وتدفع نحو الفوضى والانهيار الأمني".
وأكدت الرئاسة "ضرورة تمكين مؤسسات الدولة من بسط سيادتها وتطبيق القانون"، مشددة على "الالتزام الكامل بمحاسبة جميع المتورطين في الانتهاكات، بغض النظر عن انتماءاتهم".
ودعت الدولة السورية المجتمع الدولي إلى دعم جهودها في استعادة الاستقرار وضبط السلاح المنفلت، محذّرة في الوقت ذاته من "استمرار التدخلات الإسرائيلية السافرة في الشؤون السورية، والتي تؤجج الفوضى وتفاقم الأوضاع الإقليمية".
كما شدّدت على أنّ "حماية وحدة البلاد وأمن المواطنين تبقى من مسؤولية الدولة، التي ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية لمنع تهديد السلم الأهلي أو المسّ بالسيادة الوطنية".
من جهته، قال المندوب السوري الدائم لدى مجلس الأمن، قصي الضحاك، إن التصعيد الإسرائيلي الأخير يُعدّ "خطيرًا"، لافتًا إلى أن القيادة السورية "اتخذت قرارات سيادية دقيقة للتعامل مع الوضع بحكمة، وحماية المصلحة الوطنية ووحدة البلاد".
وأكد الضحاك أن "السوريين يرفضون العنف والتحريض والانقسام، ويتمسكون بوحدتهم الوطنية"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "الوقوف إلى جانب سوريا في هذه المرحلة الحساسة".
ميدانيًا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات في السويداء إلى نحو ٦٠٠ قتيل، بينهم ٢٧٥ عنصرًا من وزارتي الدفاع والداخلية، و٣٠٤ من أبناء المدينة.
وشهدت السويداء خلال الأيام الماضية معارك دامية بين فصائل محلية وعشائرية، تخللتها انتهاكات واسعة، قبل أن تتدخّل القوات السورية للإشراف على تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار، تمّ التوصّل إليه مع وجهاء المدينة.
في المقابل، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن الجيش السوري نسّق مسبقًا مع تل أبيب قبل دخول المدينة، ضمن تفاهم يقضي بعدم استخدام الأسلحة الثقيلة، إلا أن الجيش السوري "خرق التفاهمات"، وفق المصادر ذاتها، التي شددت على أن "إسرائيل لن تسمح بحشود عسكرية قرب حدودها الجنوبية".
وفي سياق متّصل، نفّذت إسرائيل، الأربعاء، سلسلة غارات عنيفة استهدفت العاصمة دمشق، وتركز القصف على مجمّع وزارة الدفاع والقصر الرئاسي، إلى جانب ضربات طالت محافظة السويداء ومناطق أخرى جنوب البلاد.