اقليمي ودولي

الشرق الاوسط
السبت 19 تموز 2025 - 11:33 الشرق الاوسط
الشرق الاوسط

"ضوء أخضر وهمي"... تفاهمات باكو أربكت دمشق وظنّت أن الجنوب مفتوح أمامها!

"ضوء أخضر وهمي"... تفاهمات باكو أربكت دمشق وظنّت أن الجنوب مفتوح أمامها!

كشفت 8 مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" أن الحكومة السورية أساءت تقدير رد فعل إسرائيل على نشر قواتها في جنوب البلاد الأسبوع الماضي، بعدما اعتقدت أنها تلقت ضوءًا أخضر غير مباشر من الولايات المتحدة وإسرائيل، في ظل تصريحات تدعو لإدارة سوريا كدولة مركزية.


وبحسب المصادر، التي تضم مسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين، ودبلوماسيين، ومصادر أمنية إقليمية، فقد جاء التصعيد الإسرائيلي ـ الذي استهدف قوات النظام السوري ومواقع في العاصمة دمشق، من بينها وزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي ـ ردًا على اتهامات بمقتل عشرات المدنيين في السويداء على يد القوات الحكومية خلال عمليات الانتشار.


وذكرت المصادر أن القيادة السورية استندت إلى تعليقات علنية وخاصة للمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس براك، حول ضرورة بسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي السورية، إلى جانب محادثات أمنية غير معلنة جرت مؤخرًا مع إسرائيل في العاصمة الأذربيجانية باكو.


ولم تُعلن دمشق رسميًا عن تلقي أي رسائل أميركية أو إسرائيلية بشأن السماح بتحرك عسكري جنوبًا، فيما رفض ناطق باسم الخارجية الأميركية التعليق على فحوى المناقشات الدبلوماسية، مكتفيًا بالتأكيد على دعم واشنطن لوحدة الأراضي السورية، وعلى التزام الدولة بحماية جميع مكوناتها، بما في ذلك الأقليات.


وفي رد على "رويترز"، نفى مسؤول كبير في وزارة الخارجية السورية أن تكون تصريحات براك قد أثرت على القرار السوري، مؤكدًا أن انتشار القوات في السويداء جاء لدواعٍ "وطنية بحتة"، تهدف إلى حماية المدنيين ومنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية شاملة.


وكانت دمشق قد دفعت بدبابات وقوات إلى محافظة السويداء يوم الاثنين، في محاولة لوقف القتال الدائر بين عشائر بدوية وفصائل درزية مسلّحة. إلا أن القوات تعرضت لإطلاق نار من داخل المدينة، وردّت بعنف، ما تسبب بمقتل مدنيين، واتهامات بتنفيذ إعدامات ميدانية، بحسب مصدرين مطلعين.


وأثار هذا التصعيد تدخلًا إسرائيليًا مباشرًا، برّره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه جاء لحماية الطائفة الدرزية ومنع دخول القوات السورية إلى مناطق يعتبرها الجيش الإسرائيلي "منزوعة السلاح".


وردًا على ذلك، تعهّد الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد أبناء السويداء، ملقيًا باللوم على "جماعات خارجة عن القانون" قال إنها تسعى لتأجيج التوترات، من دون أن يوضح إن كانت القوات الحكومية متورطة مباشرة في تلك الانتهاكات.


وسارعت الولايات المتحدة وشركاء دوليون إلى التدخل لتأمين اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ مساء الأربعاء. واعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن ما حصل كان "سوء تفاهم" في التقدير بين دمشق وتل أبيب.


ونقل مصدران مطلعان أن المحادثات السورية – الإسرائيلية في باكو أعطت انطباعًا خاطئًا للقيادة السورية، بأن هناك موافقة ضمنية على إعادة بسط سيطرة الدولة على محافظة السويداء.


من جهتها، وافقت إسرائيل، يوم الجمعة، على دخول محدود للقوات السورية إلى السويداء خلال 48 ساعة، بالتنسيق مع الأطراف المعنية. وتزامنًا، أعلنت دمشق أنها ستنشر قوة متخصصة لإنهاء الاشتباكات الطائفية التي استمرت حتى صباح السبت.


وعلّق جوشوا لانديس، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، على الموقف بالقول: "يبدو أن الرئيس الشرع بالغ في التحرك بثقة... وطاقمه أساء فهم إشارات الدعم الأميركي، كما أساء تقدير موقف إسرائيل من جبل الدروز".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة