تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء امس السبت، مقطع فيديو يُظهر الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، زُعم فيه أنه يتواجد على تخوم محافظة السويداء جنوب البلاد، خلال الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت بين مسلحين من الطائفة الدرزية وعشائر بدوية.
وقد حظي الفيديو بمئات آلاف المشاهدات والتفاعلات، لا سيما بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار، عقب أسبوع من المعارك العنيفة التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، ونزوح عشرات العائلات من مناطق التماس.
وتم ترويج المقطع تحت عناوين مثيرة، منها: "الشرع يتوسّط أنصاره على تخوم السويداء" و"الشرع وسط مقاتليه... السيطرة على 60% من المدينة ومبنى المحافظة بقبضته"، في محاولة لإيحاء بأن للرئيس السوري المؤقت دورًا مباشرًا في الأحداث الميدانية الجارية.
لكن تحقيقًا أجرته شبكة "CNN بالعربية" كشف أن الفيديو قديم، ويعود تحديدًا إلى 28 كانون الثاني 2024، أي قبل نحو ستة أشهر من الأحداث الحالية، ولا يمتّ بصلة إلى التطورات في السويداء.
ووفق الشبكة، فإن المشاهد المتداولة توثّق زيارة أحمد الشرع إلى قرية طعوم في ريف إدلب الشرقي، على خلفية إطلاق سراح عدد من القادة العسكريين التابعين لقبيلة آل سحاري، الذين كانوا معتقلين بشبهة التعاون مع نظام بشار الأسد.
وأظهرت لقطات مأخوذة من زوايا أخرى للمناسبة ذاتها، نفس الأشخاص والملابس الشتوية والموقع الجغرافي، ما يؤكد أن الفيديو أعيد استخدامه خارج سياقه الزمني والمكاني، في إطار ما يبدو أنه محاولة تضليل أو دعاية سياسية موجهة.
وتضمّنت المقاطع الأصلية حديثًا للشرع عن ظروف توقيف القيادي عبد الحميد سحاري المعروف بلقب "أبو عبدو طعوم"، قائلاً إن التوقيف "كان للصالح العام"، مضيفًا: "تعرض لشوية أذى، وحقه في رأسي"، في إشارة إلى المسؤولية الشخصية التي تبنّاها حيال ما جرى.